الرباط، الجزائر - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - قالت جبهة "بوليساريو" في بيان بثّته الاذاعة الجزائرية ان "مواجهات دموية" وقعت بين أنصارها والقوات المغربية، في مدينة العيون كبرى مدن الصحراء الغربية. واعترفت الرباط بحصول "تظاهرات" في المدينة، لكن السيد عبدالرحمن اليوسفي رئيس الوزراء المغربي وصف ما يحدث بأنه بمثابة "ايار مايو 68" في اشارة الى التظاهرات الاحتجاجية والمطلبية الطلابية في فرنسا. وقال اليوسفي ان هذه التظاهرات "ارتدت طابعاً خاصاً لأنها وقعت في الصحراء"، مشيراً الى انه "في ذات الوقت كانت ثمة تظاهرة حول الموضوع نفسه في الرباط"، في اشارة الى ان تظاهرات العيون، هي ذات أهداف مطلبية واجتماعية وليست سياسية. وذكرت مصادر مغربية ان نحو مئة شاب نظموا تظاهرة في العيون في نهاية الاسبوع الماضي، ورفعوا خلالها شعارات لحض الحكومة على حل مشاكلهم الاجتماعية. وقال شهود عيان ان المتظاهرين كسروا واجهات محلات تجارية في شارع السمارة، مما حمل قوات الامن على التدخل لتفريق المتظاهرين. ونفى صحراويون في اتصال هاتفي مع "الحياة" امس ان يكون لتحركهم اي طابع سياسي. وقال هؤلاء ان مندوبين عنهم توجهوا الى الرباط لابلاغ المسؤولين قائمة طلباتهم. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس لدى رئاسته اجتماع اللجنة الملكية لشؤون الصحراء أمر بحلّ هذه المشاكل. في موازاة ذلك تحدثت جبهة "بوليساريو" عن "مواجهات دموية" اول من امس مع القوات المغربية. وقالت في بيان بثته الاذاعة الجزائرية: "وقعت مواجهات دموية بين متظاهرين صحراويين وقوات الاحتلال المغربي مساء الاحد". ولم يذكر البيان وقوع خسائر بشرية، لكنه قال ان الاشتباكات اندلعت عندما خرج مئات من انصار الجبهة الى شوارع مدينة العيون لإبداء اعتراضهم على "السياسة الاستعمارية المغربية في الصحراء الغربية". ودعا الى خروج تظاهرات في المنطقة احتجاجاً على "عمليات قمع" قامت بها قوات الامن المغربية في اشتباكات "قُتل او أُصيب المئات" فيها خلال الشهر الماضي في المدينة ذاتها. يذكر ان اتفاقاً لوقف النار بين المغرب و"بوليساريو" توسطت فيه الاممالمتحدة في ايلول سبتمبر 1991 انهى حرباً طويلة في المنطقة. وكان من المقرر ان يتبعه في كانون الثاني يناير 1992 استفتاء عام يختار فيه سكان الصحراء بين الاستقلال أو الاندماج مع المغرب. وأُرجئ الاستفتاء المقرر في تموز يوليو المقبل مرات بسبب خلافات بين الجانبين. وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان في تقرير امام مجلس الامن يوم الجمعة ان دراسة طلبات راغبي التسجيل كناخبين والتي قدمها اكثر من 79 ألفاً من سكان المنطقة ستستغرق بين 10 أشهر و12 شهراً وانها ستؤثر على هذا الموعد. من جهة اخرى، قال منشقون عن "بوليساريو" عادوا الى المغرب اخيراً ان حركة "تمرد" حصلت في معسكرات الصحراويين في مدينة تندوف جنوب غربي الجزائر. وقال هؤلاء ان اكثر من الفي صحراوي وقّعوا عريضة تطالب باستقالة زعيم "بوليساريو" السيد محمد عبدالعزيز. وكان اليوسفي وجه نداء الى اعضاء "بوليساريو" للعودة الى المغرب والمشاركة في تعزيز الخيار الديموقراطي. وقال في خطاب امام اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي الذي يتزعمه اول من امس في الرباط: "هاجرتم بسبب غياب الديموقراطية فتعالوا نناضل من اجلها جميعاً". واضاف: "كنتم ضحايا غياب الديموقراطية فتعالوا لمشاركة اخوانكم في بناء الديموقراطية في بلدكم. فمن خلال الديموقراطية وفي اطارها وحدها يكون التعبير مشروعاً في كل التطلعات والطموحات".