أكد مسؤول في وزارة الداخلية الكويتية ان السلطات تحقق مع عشرات من المشتبه في تورطهم بالتحريض على اعمال الشغب والتخريب، التي قام بها عمال مصريون في ضاحية خيطان جنوب العاصمة الكويتية يومي السبت والاحد، في حين ارسلت القاهرة وفداً برئاسة وزير القوى العاملة للاطلاع على الاجراءات الكويتية. وفي القاهرة حرص المسؤولون المصريون على الا تتسبب احداث "خيطان" بأزمة في "العلاقات الوثيقة بين مصر والكويت والروابط الوطيدة التي تجمع بين شعبي البلدين". واعلن رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد انه اجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الكويتي الشيخ سعد العبدالله الصباح اطمأن خلاله الى احوال المصريين المقيمين هناك، وقال عبيد للصحافيين "ان دولة الكويت تعتبر المصريين المقيمين على أراضيها مواطنين كويتيين يستحقون كل الرعاية"، ووصف ما جرى بأنه "حادث فردي ليس له اي تأثير في علاقات البلدين"، مشيراً الى انه نقل الى ولي العهد الكويتي "حرص مصر علي استقرار وأمن الكويت". وأجرى وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى اتصالاً هاتفياً مساء اول من امس بنظيره الكويتي الشيخ صباح الأحمد للغرض نفسه. وينتظر ان يتوجه وزير القوى العاملة المصري السيد احمد العماوي على رأس وفد يضم خبراء في قطاعات مختلفة إلى الكويت لمتابعة التطورات هناك والعمل على احتواء الموقف. وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً اكدت فيه انها "تتابع بقلق الحادث الذي جرى اخيراً في الكويت الشقيقة نتيجة وقوع بعض المصادمات التي كان بعض ابناء الجالية المصرية طرفاً فيها"، مشيراً الى ان مسؤولي الوزارة اجروا اتصالات مكثفة مع السلطات الكويتية المعنية، كما توجه السفير المصري محمد وجدي ابو زيد الى منطقة الحادث "لمحاولة احتواء الموقف ومتابعة اوضاع المصابين". واعرب البيان عن اسف الوزارة "لما حدث" وشدد على عمق العلاقات بين البلدين والروابط التي تجمع الشعبين، واعرب عن "ثقة مصر في ان يظل الحادث في إطاره الذي لا يمس جوهر العلاقات بين البلدين الشقيقين". وأوضح مدير العلاقات العامة في الداخلية الدكتور وليد السلامة ل"الحياة" ان المشتبه فيهم كانوا ضمن مئات ممن احتجزوا خلال الاحداث، ثم اطلقوا وسمح لهم بالعودة الى مساكنهم في خيطان، مشيراً الى ان التحقيقات تهدف الى تحديد المسؤولين عن اعمال الشغب تمهيداً لمحاسبتهم. واستبعد السلامة ترحيلاً جماعياً من الكويت للذين اعتقلوا خلال الاحداث، لكنه قال إن علاقة بعض مروجي المخدرات بإثارة أعمال الشغب "ليست مستبعدة". وكانت الشرطة نفذت حملة دهم في كل مناطق الكويت بحثاً عن المخدرات خلال الأسابيع الأخيرة، وكان لخيطان نصيب مهم من الحملة الأمنية بسبب تعاطي بعض العمال فيها الحشيشة. وعادت الحياة الى طبيعتها في الشوارع التي شهدت الاضطرابات، لكن ملامح التخريب والدمار كانت واضحة، وواصلت الشرطة تسيير دوريات، ولم يُبلّغ عن احداث جديدة. واكدت وزارة الداخلية ان تطويق الشغب لم ينتج عنه خسائر في الأرواح وان الاصابات كانت طفيفة. وعلى صعيد مواجهة احتمالات تكرار الاحداث كشف الشيخ صباح الاحمد سياسة حكومية تهدف الى مواجهة تجمع اعداد كبيرة من الوافدين في مناطق محددة في الكويت. ونقلت صحيفة "الرأي العام" أمس عن الشيخ صباح قوله ان "امن الكويت فوق كل اعتبار" وتمنى "ألا يؤثر هذا الحادث في العلاقات الطيبة والقوية بين مصر والكويت"، مشيراً الى عدم تسجيل خسائر في الأرواح.