أعلنت وزارة الداخلية الكويتية مساء أمس ان أعمال العنف الواسعة التي بدأها عمال مصريون غاضبون في ضاحية "خيطان" جنوب العاصمة ليل السبت "صارت تحت السيطرة وشارفت على الانتهاء". وأكدت أن قوات الأمن "تتعامل مع الأحداث بحكمة وحذر خشية التسبب في إصابات"، في حين دعا السفير المصري مواطنيه الى "عدم الاستمرار في حال التوتر التي قد تستغلها عناصر لا تراعي المصلحة العامة". راجع ص 2 وذكر شهود أمس ان التوتر لا يزال سائداً في الجزء الجنوبي من ضاحية "خيطان" الذي يقطنه آلاف من الوافدين من صعيد مصر وريفها، ورُصد انتشار واسع لعناصر مكافحة الشغب وقوات الأمن الخاصة التي اعتقلت أكثر من ألف شخص معظمهم مصريون ونقلتهم في باصات إلى خارج "خيطان". لكن مصدراً في وزارة الداخلية قال في وقت لاحق ان "معظم المعتقلين أطلقوا وطلبت منهم العودة الى منازلهم باستثناء من تسبب في أحداث الشغب، وهؤلاء سيحالون على جهات التحقيق". وفُهم ان اطلاق المصريين جاء بأمر من مراجع سياسية عليا. وكانت هذه الأحداث التي تمثل اكبر هزة للعلاقات الكويتية - المصرية بدأت ليل السبت بعد شجار بين مقيم مصري ووافد من بنغلادش يعمل لدى مواطن كويتي، وفسّر أصدقاء المصري تدخل الشرطة لإنهاء الشجار بأنه غير عادل، وكانت هذه الشرارة سبباً لأعمال عنف تورط بها آلاف من الأشخاص، وأوقعت إصابات وخسائر مادية. ودان مجلس الوزراء الكويتي خلال جلسته الأسبوعية أمس هذه الاحداث واصفاً إياها بأنها "ممارسات غريبة على الكويت". واستمع إلى شرح وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح الإجراءات التي اتخذت لتطويق الشغب، وصرح الوزير الى اذاعة الكويت بأن "قوات الشرطة تمارس أقصى درجات ضبط النفس حفاظاً على أرواح المواطنين والمقيمين". وأكد في الوقت ذاته ان "قوات الأمن لن تتردد لحظة في ردع أي محاولة للعبث بالممتلكات أو بأمن البلد". وأوضح ان اعمال الشغب "بدأت شجاراً فردياً بين رواد أحد المحال التجارية ثم تفاقمت الى احداث مؤسفة لم تتردد قوات الأمن في ضبطها ومحاصرتها حفاظاً على الأمن في البلاد". وأهاب بالمواطنين والمقيمين "تجنب الاستماع الى الإشاعات والمبالغات التي تصاحب عادة مثل هذه الأحداث المؤسفة". وناشد السفير المصري وجدي أبو زيد الجالية المصرية "خصوصاً أنباءها في منطقة خيطان الهدوء وعدم الاستمرار في حال التوتر التي قد تستغلها عناصر لا تراعي المصلحة العامة". وقال لوكالة الأنباء الكويتية أن ما حصل "يعد من الأحداث المؤسفة التي تضمنت بعض الأعمال المخالفة للقانون". واضاف أن السفارة "تبذل جهوداً مكثفة بالتعاون مع السلطات الكويتية لمعالجة الوضع بالعقل والحكمة بهدف احتواء الأمن وعدم التصعيد، حرصاً على مصلحة الجميع". وشدد على ان "امن الكويت هو أمن مصر، وأمن مصر هو أمن الكويت"، معرباً عن ثقته بأن "أبناء الجالية المصرية في خيطان سيلتزمون ضبط النفس، وإعادة الهدوء والنظام، كي يتمكن المسؤولون من تحقيق المعالجة اللازمة لهذه الأحداث ومحاولة إيجاد حلول لها". وسلطت أحداث "خيطان" المفاجئة الضوء على ظروف صعبة يعيشها العمال المصريون، خصوصاً مع ازدياد نفقات الإقامة في الكويت، ويُعتقد أن ذلك دفع بعضهم الى تحريك أعمال الشغب.