تبدأ اليوم، الخميس، في اسطنبول أعمال قمة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية تضم 54 دولة من كندا غرباً حتى روسيا شرقاً. ويحضر القمة رؤساء الدول الأعضاء في مقدمهم الرئيس بيل كلينتون ونظيره الروسي بوريس يلتسن ورؤساء الدول الأوروبية ما عدا يوغوسلافيا. وتشارك وفود على مستوى وزراء الخارجية من مصر والمغرب والأردن وتونس وكوريا الجنوبية واليابان بصفة مراقب، ووفد إسرائيلي برئاسة رئيس الوزراء ايهود باراك. وأعلن السفير الفلسطيني في أنقرة أن أي مسؤول فلسطيني لن يحضر القمة، لأن فلسطين ليست عضواً ولم توجه إليها دعوة للحضور. وإلى جانب الهيئات الحكومية الرسمية، تشارك على هامش المؤتمر منظمات إنسانية واقتصادية ودولية وعسكرية وممثلون عن الأقليات والأكراد الذين تمت دعوة ستة ممثلين عنهم من الخارجية التركية. وتناقش هذه الجمعيات والهيئات مواضيع التطرف العرقي وحقوق الإنسان وخطف الأطفال وحقوق الأقليات. وسيبحث الرؤساء المشاركون خلال القمة التي تستمر يومين، مواضيع أمنية ضمن إطار إعلان باريس الذي صدر عن المنظمة سنة 1990، ويدعو إلى إحلال السلام في العالم وتجنب المزيد من الحروب وتخفيف التوتر العسكري، خصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. ويضم برنامج المؤتمر مواضيع شائكة، في مقدمها الوضع في الشيشان. وسيحاول الرئيس الفرنسي شيراك اقناع نظيره الروسي بضرورة التزام بلاده معاهدة نزع الأسلحة التقليدية من القوقاز كما فعلت في شرق أوروبا. فيما اعتبر المراقبون حضور يلتسن شخصياً بعدما اعتذر بسبب حالته الصحية، إشارة إلى تصميم روسيا على موقفها في الشيشان ونظرتها إلى القوقاز بصفته حديقتها الخلفية. وسيتم طرح قضية اقليم ناغورنو قره باخ المتنازع عليه بين أرمينياواذربيجان بحضور رئيسي البلدين اللذين يخضعان لضغوط أميركية للتوصل إلى حل سلمي لفتح المجال أمام اذربيجان لتنفيذ مشروع أنابيب باكو - جيهان لنقل بترول عبر تركيا إلى البحر المتوسط والغرب. ومن المتوقع أيضاً أن يوقع رؤساء الدول التي يمر عبرها هذا الخط، وهي اذربيجان وجورجيا وتركيا، على اتفاقية نهائية لتنفيذ المشروع وبحضور الرئيس الأميركي. كما تشكل هذه القمة فرصة فريدة لاجتماع هذا العدد الكبير من الرؤساء الذين يعقدون العشرات من اللقاءات الثنائية بدأت مساء أمس، الأربعاء، بلقاء رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد وباراك. فيما يحضر القمة مندوبون عن الأممالمتحدة والناتو ومنظمة التعاون التجاري لدول البحر الأسود ودول ميثاق الأمن والاستقرار في البلقان والسوق التجارية الأوروبية الحرة. وسيطرح ملف البلقان عموماً وكوسوفو والبوسنة خصوصاً. وستختتم القمة الجمعة بإصدار اعلان اسطنبول الذي سيرسم سياسات التعاون الأمني بين هذه الدول في الألفية المقبلة. وتتوقع تركيا له أن يعزز من ثقلها في القوقاز من خلال مشروع باكو - جيهان الذي يلقى دعماً أميركياً كبيراً، بهدف رفع وصاية روسيا عن جمهوريات القوقاز، وربطها اقتصادياً بتركيا عبر هذا الخط البترولي. كما تحاول أنقرة استغلال هذا الدعم الأميركي لتعزيز مكانتها أمام دول الاتحاد الأوروبي الذي سيناقش طلبها للترشيح إلى عضويته الشهر المقبل.