في تغيير حكومي كان متوقعاً منذ فوز الرئيس زين العابدين بن علي بولاية ثالثة في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، أعلنت في تونس امس تشكيلة وزارية جديدة برئاسة وزير الاستثمار الخارجي والتعاون الدولي محمد الغنوشي الذي حل محل الوزير الأول السابق الدكتور حامد القروي الذي لم يتسلم اي منصب جديد. وفاجأ الرئيس بن علي المراقبين الذين كانوا يتوقعون ان يعين مدير مكتبه محمد جغام وزيراً أول، فعينه وزيراً للدفاع محل الحبيب بن يحيى الذي عاد الى الخارجية. ولوحظ ان التغيير شمل جميع الوزارات السيادية، فباستثناء سعيد بن مصطفى الذي غادر وزارة الخارجية وعبدالله القلال الذي غادر العدل الى الداخلية أعفي وزير الداخلية علي الشاويش ولم يعلن عن تكليفه مهمات جديدة فيما عين القاضي بشير التكاري وزيراً للعدل. وكان لافتاً ان مدير حملة الرئيس بن علي اثناء الانتخابات الرئاسية الاخيرة صادق شعبان عاد الى الحكومة وزيراً للتعليم العالي مكان الدالي الجازي الذي كلف حقيبة جديدة هي وزير لدى الوزيرالأول مكلف حقوق الانسان والاتصال الاعلام والعلاقات مع مجلس النواب، فيما غادر الحكومة وزير التربية عبدالرحيم الزواري وحل محله مستشار الرئيس بن علي عياض الودرني الذي دخل الى الحكومة للمرة الاولى. كذلك غادر التشكيلة الجديدة وزير الشؤون الدينية علي الشابي الذي رأس الوزارة منذ انشائها مطلع التسعينات وحل محله رئيس جامعة الزيتونة جلول الجريبي، فيما ارتقى وزير الدولة للتعاون الدولي فتحي المرداسي الى المنصب الذي كان يشغله الوزير الاول الجديد. ولوحظ ان باقي الوزراء خصوصاً المكلفين الوزارات الاقتصادية حافظوا على مناصبهم، وصار والي تونس محافظ عبدالله الكعبي اميناً عاماً لمجلس الوزراء ودخلت رئيسة اتحاد المرأة سميرة بلحاج الى الحكومة في منصب وزير دولة مكلفة ملف الاسكان، وهي مهندسة سابقة في وزارة التجهيز، ما رفع عدد السيدات في الحكومة الى ثلاث، فيما غادرها وزير الدولة للبحث العلمي والتكنولوجيا الدكتور محمد بن احمد الذي حل محله عبدالكريم الزبيدي. من جهة اخرى ارتقى مدير مكتب حامد القروي الوزير الاول السابق عبدالحكيم بوراوي الى منصب وزير دولة مكلف ملف الاصلاح الاداري والوظيفة العمومية موظفو الدولة، فيما انتقل سلفه صلاح الدين الشريف الى القصر الرئاسي في منصب الامين العام للرئاسة، وهو منصب جديد اتى بعد تعيين مدير مكتب الرئيس محمد جغام وزيراً للدفاع، ولم يعلن عن اسم من سيخلفه. الا ان وزير الداخلية الحالي عبدالله القلال شغل هذا المنصب فترة قصيرة بعد وصول الرئيس بن علي الى سدة الرئاسة في العام 1987 ثم الغي بعد نقله الى وزارة الدفاع.