ناشد زعيم حركة "طالبان" الأفغانية الملا محمد عمر الشعب الأفغاني وقف التظاهرات المعادية لأميركا والأممالمتحدة التي أعلنت عن موافقة "طالبان" على دفع تعويضات الأضرار التي لحقت مكاتبها خلال التظاهرات. واتهم الملا عمر في بيان من قندهار تلقت "الحياة" نسخة عنه الأممالمتحدة بفقدان الصدقية بعدما تحولت الى أداة في ايدي الرئيس بيل كلينتون "لايذاء الدول الاسلامية". ودعا الشعب الأفغاني الى "الصبر والتحمل لأن الرزق كما وعدنا الله في السماء وليس في يدي كلينتون وغيره". وناشد زعيم الحركة امس الدول الاسلامية عدم التقيد بقانون فرض العقوبات على الحركة. ويرى المراقبون السياسيون ان دعوة الملا عمر الى التهدئة جاءت خوفاً من ان تخرج الأمور عن سيطرة "طالبان"، على رغم محاولات حرس الحركة التصدي للمتظاهرين في منعهم من الوصول الى مكاتب الأممالمتحدة، وأسفر ذلك عن اصابة بعض الحرس بجروح من جراء المواجهات مع المتظاهرين. واتخذت اذاعة "صوت الشريعة" الناطقة باسم حركة طالبان موقفاً متشدداً من واشنطن وأذاعت للمرة الأولى موسيقى وأغنية كانت حتى قبل ايام محرّمة وتقول الأغنية الشعبية الأفغانية: "أيها الاميركيون أنتم أعداء الاسلام… لم تسمعوا بعد زئير الاسلام". وحذرت السفارة الاميركية في اسلام آباد الرعايا الاميركيين من السفر الى كابول. ودعا بيان السفارة كل من يريد ان يخالف ذلك ان يسجل اسمه ويحصل على معلومات أمنية من السفارة او القنصلية. وعبر عشرات الأجانب الحدود الأفغانية الى باكستان، وهم من جنسيات اميركية وبريطانية وألمانية. من جهة اخرى، حذرت طهران من كارثة انسانية قد تصيب الشعب الأفغاني بفعل العقوبات الاقتصادية الدولية التي ستزيد الأوضاع الاقتصادية سوءاً، مذكرة بما حل بالشعب العراقي. وحملت اذاعة طهران في الوقت ذاته على حركة "طالبان"، ووصفتها بأنها "نتاج استراتيجي اميركي"، وأوضحت ان العقوبات الاقتصادية لن تؤثر في "طالبان" بل في الاطفال والنساء والشيوخ الأفغان، وتستطيع الحركة تعويض خسائرها المادية عبر انتاج أربعة آلاف طن من المخدرات سنوياً، وتصديرها الى الدول الأوروبية واميركا. ورأى تعليق الاذاعة الايرانية ان "طالبان" ستعمل على الاستفادة من مشاعر العداء التي تولدها العقوبات، لتضع مسؤولية الأزمة الاقتصادية على عاتق العقوبات. واتهم التعليق واشنطن و"طالبان" بافتعال الأزمة الحالية لصرف الجهود الدولية الهادفة الى وضع حدٍّ للأزمة الافغانية عن هدفها الاصلي.