]أكد الرئيس الجزائري ا ب في حديث مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أمس انه ليس على أي خلاف مع المؤسسة العسكرية في الجزائر. وشدد على علاقته الجيدة مع الجيش، مؤكداً انه لا يقبل المس بصلاحياته الدستورية.[ ووصف بوتفليقة في مؤتمر صحافي مشترك مع داليما أمس مهمته خلال الأشهر السبعة الأولى من توليه منصبه ب "الإطفائي". وسُئل هل سيفتح تحقيقاً رسمياً في المذابح التي شهدتها البلاد في السنوات الماضية، فأجاب: "أعتقد ان السياسة شيء والتاريخ شيء آخر ... الى الآن، أنا مُلزم ان أحل المشاكل السياسية. إنني أسير في عملية إطفاء الحريق". وأضاف: "لاحقاً، بالطبع، لا بد ان نُلقي الضوء على كل ما حصل في بلادنا، ونعرف ما هو الدور الخارجي وما هو الدور الداخلي في الأزمة. لكنني أعتقد انه من السابق لأوانه ان نتحدث عن هذه الأمور الآن، إذ ان الجرح لا يزال مفتوحاً والحساسيات أكثر دقة مما يتصورها البعض". وأوضح بوتفليقة أن اسم الجزائر أصبح "مرادفاً للعنف على غرار ما كان عليه الوضع في لبنان خلال الثمانينات. وشكل هذا العنف ما يشبه حاجباً صفيقاً أمام الرؤية الخارجية، فحال دون الاطلاع على معاناة الشعب الجزائري الشجاع الذي تذبذبت حياته اليومية ما بين سوء العيش والقلق والموت العنيف، لكنه عرف كيف يغترف من أعماقه القوى الضرورية لكي يكسر قيود الأزمة المتعددة الأشكال التي ضيقت الخناق على البلد". وأشار إلى أنه في 16 ايلول سبتمبر الماضي، تاريخ الإستفتاء على قانون الوئام، "بادر الجزائريون كلهم الى التعبير بصورة تكاد تكون جماعية عن رغبتهم في إقرار الوفاق المدني، ففتحوا بذلك الطريق للعودة الى السلم والاستقرار". أما داليما فقال ان إيطاليا والإتحاد الأوروبي يؤيدان عملية السلام في الجزائر. وأضاف أن "ايطاليا تتابع باهتمام تطور الوضع في الجزائر"، وأنها "رحبت بعودة السلم والوئام المدني وأنها مستعدة لتطوير العلاقات الثنائية فى كل المجالات لمصلحة البلدين". وكان الرئيس الإيطالي شيامبي قال في كلمة ترحيب بالرئيس الجزائري خلال مأدبة عشاء مساء أول من أمس ان الجزائر دولة صديقة لايطاليا التي ترى امكانات كبيرة لتعزيز العلاقات مع العالم العربي وافريقيا. وأضاف شيامبي: "بعد انتخابكم ... خطت الجزائر خطى مهمة لتعزيز الديموقراطية. انه تطور كانت دول صديقة كثيرة تأمل في حدوثه بعد السنوات الصعبة التي عاشها بلدكم". وتابع ان بوتفليقة مهد الطريق من اجل تحقيق المصالحة الوطنية بعد سبع سنوات من الصراع المدني الذي يقول الرئيس الجزائري ان اكثر من 100 الف شخص قتلوا فيه. وشدد الرئيس الايطالي على ان اعطاء اولوية لاستئناف النشاط الانتاجي الصناعي يمنح الثقة ايضاً لشركات اجنبية كثيرة تحتاج الى تأكيدات قبل العودة الى الجزائر. وزيارة بوتفليقة التي تستمر اربعة ايام لايطاليا هي زيارته الرسمية الأولى لاحدى دول الاتحاد الاوروبي منذ انتخابه في نيسان ابريل الماضي. وشن بوتفليقة منذ توليه مهمات منصبه حملة على الفساد ونفوذ بعض الضباط في الساحة السياسية، ووجه الدعوة الى جماعات حقوق الانسان لزيارة الجزائر، واوضح انه يريد ان يرى المزيد من التعاون الاقتصادي بين الجزائر والغرب. وقال شيامبي ان ايطاليا مستورد كبير للنفط والغاز من الجزائر، مشيراً الى وجود اختلال على رغم ذلك في الميزان التجاري. واضاف ان "برامج التحرير والاصلاح التي تنفذونها تعزز فرص شراكة تهدف الى الاستثمار وتطوير منشآت اعمال في بلدكم". وتابع ان الاتحاد الاوروبي يتطلع الى ارتباط دول حوض البحر المتوسط باوروبا مع الحفاظ على هويتها وثقافتها بينما تحترم حقوق الانسان وحرية الديانة والديموقراطية. ويتوجه بوتفليقة الى مدينة ميلانو اليوم الاربعاء حيث سيلقي كلمة عن العلاقات الجزائرية - الايطالية. ويعود الى بلاده الخميس.