صدرت في كييف وموسكو امس ردود افعال متناقضة على فوز الرئيس ليونيد كوتشما بولاية ثانية في اوكرانيا بعد معركة انتخابية ضارية مع قوى اليسار. وسارع الرئيس الروسي بوريس يلتسن الى تهنئة كوتشما بالانتصار، فيما رجح غينادي سيليزنيوف رئيس مجلس الدوما النواب ان تبقى اوكرانيا شريكة اقتصادية واستراتيجية كبرى لروسيا، مستبعداً احتمال انضمام كييف الى حلف الاطلسي. وفي العاصمة الاوكرانية، صرح كوتشما انه "لا يفرق" بين انصاره والمعارضين الذين صوتوا للزعيم الشيوعي بيوتر سيمونينكو، قائلاً ان "كل هؤلاء ينتمون الى الشعب الواحد". ورجح سيمونينكو الذي صوّت لصالحه 10 ملايين ناخب، خصوصاً في المناطق الصناعية شرق اوكرانيا وجنوبها، ان يسفر نجاح كوتشما وسياسته "المخالفة لأماني الشعب" عن مزيد من تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. وانتصر الرئيس الاوكراني على غريمه في الجولة الثانية من الانتخابات، اذ صوت لصالحه 57 في المئة من الناخبين الذين ادلوا باصواتهم اول من امس. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 8،73 في المئة في مقابل 70 في المئة خلال الدورة الاولى في 31 تشرين الاول اكتوبر الماضي، كما ذكر المسؤولون عن الانتخابات الرئاسية. لكن مراقبين في كييف اشاروا الى عدم تكافؤ الفرص امام المرشحين الى حد بعيد والى احتكار وسائل الاعلام من قبل الرئاسة والاجهزة الحكومية اثناء الحملة الانتخابية. وقال نيكولاي تومينكو مدير معهد الدراسات السياسية في كييف ان نتائج الاقتراع لم تلغ التناقض بين المجتمع والسلطة في اوكرانيا بل جعلته اكثر حدة. وكان سيمونينكو 47 عاماً شكا في وقت سابق أ ف ب من تحيز اجهزة الاعلام الرسمية وممارستها ضغوطاً نفسية على الناخبين، ولا سيما التلفزيون الحكومي الذي عرض في الآونة الاخيرة افلاماً عن عمليات القمع والمشكلات خلال فترة الحكم السوفياتي. لكن كوتشما 61 عاماً اكد ان حملته كانت نظيفة وان اللجنة المركزية للانتخابات لم تلحظ سوى مخالفات ثانوية ليس من شأنها تغيير النتيجة النهائية. وقال وزير العدل الاميركي السابق ديك ثورنبرغ، وهو احد المراقبين الدوليين للانتخابات، لوكالة "رويترز" انه يوجد قلق بشأن الطريقة التي استخدمت بها اجهزة الاعلام لصالح كوتشما0 وتعهد كوتشما بان يمضي قدماً في اصلاحات السوق التي كانت تسير بشكل متردد منذ ان انتخب اول مرة في عام 1994 واخفق في اخراج الاقتصاد من ركوده.