سجّل تطور أمني لافت تمثّل بعودة مسلسل الإعتداءات على الكنائس في الشمال. إذ انفجرت ليل أول من أمس قنبلة يدوية دفاعية في باحة كنيسة مار مخائيل في حي القبة في طرابلس، في سابع اعتداء يستهدف الكنائس في لبنان، والثالث يطاول كنائس أرثوذكسية في الشمال في نحو شهرين. راجع ص4 والإعتداءان السابقان في الشمال استهدفا كنيسة السيدة في عاصون الضنية وكنيسة القديس جاورجيوس في الزاهرية طرابلس. وفي التفاصيل أن الإعتداء حصل في التاسعة والنصف ليل اول من امس، وأدى الى تحطم بعض زجاج الكنيسة، وإصابة السور الذي يحيط بها بشظايا من جراء انفجار القنبلة التي رجحت مصادر امنية ل"الحياة" ان تكون انفجرت في يد حاملها خصوصاً ان الأجهزة الأمنية والقضائية عثرت على بقع دم منتشرة على امتداد المنطقة الفاصلة بين السور ومحلة جسر نهر أبو علي، ما يعني ان الجاني استقل سيارة للهرب بعدما أصيب بجروح. وأكدت المصادر أن بقع الدم التي وجدت على الأرض تشير الى ان الجاني أصيب في إحدى ساقيه إذ أن البقع حملت آثاراً لأقدامه. ولفتت الى ان المدعي العام الإستئنافي في الشمال القاضي ريمون عويدات يشرف شخصياً على التحقيقات، وأن رجال الأدلة الجنائية كشفوا على المكان الذي لا يبعد كثيراً عن الكنيسة، وهي من الكنائس القديمة في الشمال وأعيد ترميمها قبل مدة ودشّنها متروبوليت طرابلس والكورة للروم الأرثوذكس المطران الياس قربان. وقالت المصادر ان رجال التحري والاستقصاء سارعوا الى التحرك وأوقفوا على ذمة التحقيق بعض الشبّان واستمعوا الى افاداتهم وأفرج عنهم لاحقاً. واعتبرت ان التحقيقات التي هي بمثابة استجوابات اولية شملت عدداً من شبّان المنطقة وركّزت على اماكن وجودهم اثناء الاعتداء. ونفت ان تكون الاجهزة أبقت موقوفين لديها. ووصف رئىس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص الإعتداء ب"العمل التخريبي الذي لن يستطيع مرتكبوه إفساد الجو الوطني القائم في الشمال وكل لبنان". وقال "ان هؤلاء المجرمين لن يتمكنوا من تحقيق مآربهم أو مآرب من يقف وراءهم، ومثل هذه الممارسات لم تعد تنطلي على أحد". وأكد "ان الاجهزة الامنية والقضائية تحركت على الفور لكشف مرتكبي الاعتداء". وقوبل الانفجار بالاستنكار من فاعليات الشمال، في طليعتها مفتي طرابلس والشمال الشيخ طه الصابونجي الذي اتهم اسرائيل بالحادث، ورئىس الحكومة السابق النائب عمر كرامي الذي رأى أن هدفه إحداث إرباك داخلي.