غروزني روسيا - أ ف ب - واصل الروس تقدمهم امس داخل الاراضي الشيشانية التي تعرضت مجدداً للقصف فيما التقى الرئيس الروسي بوريس يلتسين رئيس الوزراء فلاديمير بوتين لمناقشة الانتقادات الغربية المتزايدة للعملية الروسية عشية قمة منظمة الامن والتعاون في اوروبا. وقالت مصادر روسية وشيشانية ان قوات روسية دخلت الى باموت غرب معقل المقاومة خلال النزاع الاول بين 1994 و1996، وبدأت التحضير لشن حملة برية على غروزني. وقصفت المدفعية والطيران الروسيان طوال ليل السبت - الاحد العاصمة الشيشانية غروزني، وذكر الشيشانيون ان القصف أوقع 5 قتلى و7 جرحى. والتقى بوتين ظهر امس الرئيس يلتسين في مقره للتحضير لقمة منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي تعقد في اسطنبول بين 18 و19 تشرين الثاني نوفمبر كما ذكرت وسائل الاعلام الروسية لكن لم يتسرب عن هذا اللقاء اي خبر. وكان بوتين الذي يمثل التيار المتشدد في النزاع الشيشاني برر التدخل الروسي "بوجهة نظر اخلاقية" مستبعداً اجراء اي مفاوضات مع "الارهابيين" الذين تتهمهم موسكو بالوقوف وراء الاعتداءات التي اوقعت 293 قتيلاً في روسيا في اب اغسطس وايلول سبتمبر. ودعا رئيس البرلمان الشيشاني رسلان علي حاجييف الى وقف "المجزرة بحق المدنيين" في رسالة وجهها الى تركيا والنروج التي ترأس حالياً منظمة الامن والتعاون في اوروبا. واكد ان 4500 مدني قتلوا منذ بدء الضربات في 5 ايلول سبتمبر. وكان بوتين أجرى السبت مكالمة هاتفية مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي ابدى "قلقه" لضخامة الهجوم الروسي. واعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك السبت ان الهجوم العسكري الذي تشنه روسيا في الشيشان "خطأ مأسوي يرتكبه الروس". لكن هذه الضغوط لم تمنع إحكام الطوق على العاصمة غروزني. وباتت القوات الروسية موجودة على بُعد كيلومترين من مطار الشيخ منصور شمال غروزني قرب موقع خان قلعة على بعد 15 كيلومتراً جنوب غربي غروزني وعلى جبهة اخرى تبعد ما بين 5 و7 كيلومترات من حي زافودسكوي في العاصمة كما ذكر الشيشانيون. ولا تزال غروزني محرومة من المياه والكهرباء والغاز. وافاد القسم الاعلامي للقوات الروسية في محج قلعة داغستان ان القوات الروسية تحتشد في المنطقة للتحضير للهجوم على غروزني بعد الاستيلاء الجمعة على المدينة الثانية في الجمهورية غوديرميس شرق. واكدت غروزني امس ان دخول القوات الروسية الى باموت التي يطلق عليها الانفصاليون اسم "القلعة الخالدة" يشكل نصراً رمزياً للجيش الروسي.