واشنطن - أ ف ب - يبدأ الرئيس بيل كلينتون الاثنين جولة في اوروبا تقوده الى تركيا واليونان وايطاليا وبلغاريا وكوسوفو تهدف الى تشجيع الاستقرار في البلقان والتوسط بين أنقرة والاتحاد الأوروبي. وسيشارك كلينتون خلال زيارته اسطنبول في القمة التي تعقدها دول منظمة الامن والتعاون في اوروبا في 18 و19 الجاري. وسيلتقي 55 من قادة ورؤساء الحكومات من الدول الاعضاء في المنظمة التي يغطي نشاطها منطقة تمتد من فانكوفر، غرب كندا حتى فلاديفوستوك في اقصى الشرق الروسي. وكان من المفترض ان يستهل الرئيس الاميركي جولته في اليونان اليوم الا ان التظاهرات المعادية للولايات المتحدة احرجت اثيناوواشنطن وارغمتهما على تأجيل الزيارة في اخر لحظة حتى 19 الجاري. وأدى الاعلان عن وصول كلينتون الى اليونان قبل ايام من حلول ذكرى 17 تشرين الثاني نوفمبر 1973 الى تحرك كثيف للاحزاب اليسارية اليونانية ضد أميركا، باستثناء الحزب الاشتراكي الحاكم باسوك. وتشهد اليونان سنويا تظاهرات أمام السفارة الاميركية في 17 تشرين الثاني من كل سنة في ذكرى قمع انتفاضة قادها طلاب معهد البوليتكنيك ضد الديكتاتورية التي كانت حاكمة في اليونان بين 1967 و1974 بدعم من الولاياتالمتحدة. وكان الرئيس الاميركي حدد الاثنين الماضي في خطاب القاه حول السياسة الخارجية ثلاثة تحديات امام بناء اوروبا مستقرة وموحدة وديموقراطية في القرن المقبل، وهي اقامة شراكة ثابتة مع روسيا وتحقيق الاستقرار في البلقان والمصالحة بين اليونان وتركيا عبر تسوية النزاع القبرصي وتحديد سيادة البلدين في بحر ايجة. وناشد كلينتون الاتحاد الاوروبي قبول تركيا في صفوفه دليلا على تحليه بسياسة بعيدة النظر. وستحتل هذه التحديات موقع الصدارة في اهتمامات كلينتون لدى لقائه المسؤولين اليونانيين والاتراك في القمة التي ستطغى مسائل اعادة النظر في معاهدة الاسلحة التقليدية في اوروبا والازمة في الشيشان على جدول اعمالها. وخلال الاشهر الاخيرة، كثفت الولاياتالمتحدة جهودها لاعادة احياء المفاوضات الهادفة الى تسوية النزاع في قبرص وتخفيف التوتر بين اليونان وتركيا اعتمادا على التقارب الذي تحقق بينهما اثر الزلازل التي ضربتهما الصيف الماضي. وكان كلينتون اعرب عن تفاؤله حيال فرص استئناف المفاوضات القبرصية برعاية الاممالمتحدة من "دون شروط مسبقة" لدى استقباله رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد في اواخر ايلول سبتمبر الماضي. واضاف الرئيس الاميركي: "نأمل ان نجد بطريقة او بأخرى الوسيلة المناسبة للتوصل الى ذلك". وقام موفده الخاص الى قبرص الفرد موسيس بجولة في المنطقة في الفترة الاخيرة تحضيرا للقاءات التي سيجريها كلينتون في تركيا واليونان. وبعد زيارة مقتضبة الى فلورنسا للمشاركة في مؤتمر حول "الادارة الرشيدة"، سيتوجه الرئيس الاميركي في 21 الجاري الى بلغاريا التي سيشيد بها بوصفها نموذجاً لتطور الديموقراطية في جنوب شرقي اوروبا في اول زيارة رسمية له اليها.