الفرنسية أهمية خاصة في ظل تسارع المتغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة ودول العالم التي تتبوأ فيها فرنسا موقعاً مميزاً. وتهدف سياسة البلدين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلى الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم بشكل عام، وفي المنطقة بشكل خاص. ويعبّر البلدان في كل مناسبة عن ارتياحهما التام لتطور العلاقات الثنائية في مختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والدفاعية، وعن تطابق وجهات النظر حيال الكثير من القضايا المشتركة. وتثبت الأحداث والتطورات في المنطقة عمق العلاقات بين البلدين من خلال التشاور المستمر بين قيادتيهما لإيجاد أفضل السبل لحل الأوضاع في المنطقة. وستشكل الزيارة التي يقوم بها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف إلى فرنسا إضافة في نمو وتطور العلاقات بين البلدين، إذ سيلتقي كبار القادة والمسؤولين الفرنسيين. وتشهد العلاقات السعودية - الفرنسية التي أرسى قواعدها الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - والرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول - عندما قام الملك فيصل بزيارة إلى فرنسا 1967 - تطوراً مستمراً بفضل حرص قادة البلدين على دعمها وتعزيزها لتشمل مجالات أرحب بما يحقق المصالح المشتركة. ومن أهم وأبرز الزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين وكبار المسؤولين فيهما التي أسهمت في تطور العلاقات بين البلدين، كانت - بحسب وكالة الأنباء السعودية - زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - فرنسا عندما كان ولياً للعهد في شهر رجب من عام 1395ه، والتي مثلت خطوة مهمة في سبيل تطوير العلاقات الاقتصادية، إذ قام - رحمه الله - ورئيس وزراء فرنسا آنذاك جاك شيراك، بتوقيع اتفاق عام للتعاون الاقتصادي يهدف إلى تنمية ودعم التعاون بين البلدين في المجالات الصناعية والزراعية والتقنية، وإنشاء لجنة مشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين لتطوير ذلك التعاون ووضعه موضع التنفيذ. جيسكار أول رئيس فرنسي يزور المملكة في 1397ه زار الرئيس الفرنسي الأسبق فاليرى جيسكار ديستان المملكة، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس فرنسي إلى السعودية، كما قام بزيارة مماثلة في العام 1400ه ، كما قام الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بزيارتين إلى فرنسا الأولى في 1398ه، والثانية في 1401ه. فيما جاءت الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - إلى فرنسا في 1401ه عندما كان ولياً للعهد إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين. وعلى إثر ذلك قام الرئيس الفرنسي آنذاك فرانسوا ميتران بزيارة رسمية إلى المملكة في 1401ه. وفي 1404ه قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بزيارة رسمية إلى فرنسا أجرى خلالها محادثات مع الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران، وكانت وجهات نظر الجانبين متطابقة في المسائل التي بحثها الزعيمان. كما قام الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - بزيارة رسمية إلى فرنسا في 1407ه تلبية لدعوة من الرئيس ميتران. وفي عام 1405 ه زار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - عندما كان ولياً للعهد فرنسا، وتركزت المباحثات التي أجراها مع الرئيس الفرنسي حول العلاقات الثنائية والجهود المبذولة لإحلال السلام في الشرق الأوسط. وفي عام 1411ه قام الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران بزيارة رسمية إلى المملكة. وتعد زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك للمملكة في 1417ه خطوة أخرى على طريق ترسيخ العلاقات وتوطيدها بين البلدين. وفي 1419ه قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - عندما كان ولياً للعهد بزيارة رسمية إلى فرنسا استقبله خلالها رئيس فرنسا آنذاك جاك شيراك، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومجمل القضايا العربية وفي مقدمها قضية الشرق الأوسط ومسيرة السلام. شيراك وصف العلاقات مع المملكة ب«الاستثنائية» أدى الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام (آنذاك) - رحمه الله - دوراً بارزاً في دعم العلاقات السعودية - الفرنسية، إذ زار فرنسا عام 1420ه تلبية لدعوة من رئيس فرنسا حينها جاك شيراك، وفي ال28 من شعبان 1422ه جاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك في زيارة إلى المملكة. فيما تضمن البيان الختامي للزيارة التاريخية، التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - إلى فرنسا في ال13 من ربيع الأول 1426ه عندما كان ولياً للعهد، تأكيداً لعمق العلاقات والتفاهم الثنائي بين البلدين، ومدى الصداقة والاحترام المتبادل بين القيادتين، التي أفرزت تعاوناً وثيقاً وتجاوزت التقليدية إلى علاقات استراتيجية عادت بالفائدة على البلدين. ومما يجسد عمق العلاقات بين البلدين ما أكده الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك في كلمة له أمام مجلس الشورى، خلال زيارته المملكة في 2006، بوصف العلاقات بين المملكة وفرنسا بأنها استثنائية ووثيقة ومتينة وتتعزز على مر السنين، معيداً إلى الأذهان الزيارة التاريخية التي قام بها الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - إلى فرنسا عام 1967، وزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باريس في نيسان ( أبريل) 2005 م عندما كان ولياً للعهد، مبيناً أن تلك الزيارة أكدت تواصل الشراكة الاستراتيجية التي أبرمها الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - عام 1996م.