عن سلسلة الادب العربي الحديث، التي يصدرها قسم النشر في الجامعة الاميركية في القاهرة صدرت المجموعة القصصية المترجمة الى الانكليزية "جبل الشاي الأخضر وقصص أخرى" للاديب المصري الراحل يحيى الطاهر عبدالله، وقام بالترجمة المترجم الانكليزي دنيس جونسون - ديفيز وهو حمل على عاتقه نقل الادب العربي الحديث الى الانكليزية وترجم الى الآن حوالى خمسة وعشرين كتابا، ما جعل المفكر الفلسطيني البارز واستاذ الادب المقارن في جامعة كولومبيا الاميركية الدكتور ادوارد سعيد يصفه بانه افضل من ترجم الادب العرب الى اللغة الانكليزية. وتحمل المجموعة اسم احدى قصص اولى مجموعات يحيى الطاهر عبدالله القصصية، "جبل الشاي الاخضر" وهي تنتمي الى عالم الريف انتماء كليا حيث الحديث عن الجد وهو يواصل مهمته المقدسة في صب الشاي من الابريق. ويقول ديفيز عن عبدالله في مقدمة المجموعة، انه يكتب بشاعرية بالغة مفعمة بكل السحر. وترتكز عدسته الفنية في الغالب على حياة اهل الصعيد المصري الخشنة، او على مدينة القاهرة ولكن من خلال عين الصعايدة الوافدين اليها بحثا عن فرصة عمل.ويعد عبدالله من الكتاب القلائل الذين غاصوا في جذور المجتمع وقد استند الي خلفية معرفية ودينية واجتماعية كبيرة، مكنته من ذلك الغوص الفعال. وقدم عالما نفسيا ليس له مثيل في الادب او العالم الغربي، وكان في طليعة ابناء جيله من كتاب الستينات. ويحيى الطاهر عبدالله ولد في 30 نيسان ابريل العام 1938 في قرية الكرنك مركز الاقصر، محافظة قنا، في اسرة متواضعة، وحصل على دبلوم مدرسة الصنايع المتوسط وعمل في وزارة الزراعة فترة قصيرة ثم توجه الى القاهرة في العام 1964، وقدمه في منتصف الستينات يوسف ادريس في مجلة "الكاتب" وتوفي في حادث سيارة في 9 نيسان ابريل العام 1981. واصدر في حياته، مجموعات قصصية وروايات منها: "ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقالا" 1970، "الدف والصندوق" 1974، و"الطوق والاسورة" 1975، و"انا وهي وزهور العالم" و"حكايات للأمير" 1978 و"حكاية على لسان كلب" 1980 وصدرت له بعد وفاته كتب عدة.