استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس في القصر الملكي في مراكش السيد ادريس البصري، وزير الداخلية السابق، وسلمه وسام استحقاق من درجة رفيعة تقديراً لمهماته. ورأت مصادر مغربية في اللفتة اشارة الى رغبة في التخفيف من حدة الانتقادات للوزير السابق في الصحافة المغربية. كذلك قرر الملك تعيين السيد محمد برادة سفير المغرب السابق في باريس مديراً للمكتب الشريف للفوسفات. في غضون ذلك، ظهرت أزمة جديدة بين حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي محورها التعاطي مع ملف زعيم جماعة العدل والإحسان الشيخ عبدالسلام ياسين الموجود رهن الإقامة الجبرية. وهددت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" التي يديرها رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي أمس بمعاودة فتح ملفات "لتنوير الاجيال المتعاقبة بكل المعطيات". وكتبت تحت عنوان "لا مجال للالتباس" افتتاحية جاء فيها: "حين يتبرأ هؤلاء اليوم من وزير الداخلية فإن ذاكرة المغرب تسجل أنهم الى وقت قريب كانوا حلفاء له في حكومة كانت تنعت بحكومة التحالف الطبقي"، في اشارة الى مشاركة "الاستقلال" في حكومة رئيسي الوزراء السابقين أحمد عصمان والراحل المعطي بوعبيد. وأضافت ان تلك الحكومة "زجت بالآلاف من المعتقلين النقابيين والسياسيين في السجون"، و"اطلقت الرصاص على المتظاهرين وقتلت منهم المئات"، و"اعتقلت الراحل عبدالرحيم بوعبيد" الزعيم السابق للاتحاد الاشتراكي الذي كان أعلن أنه ضد اجراء الاستفتاء في الصحراء. يذكر ان مواجهات قامت في نهاية السبعينات بين "الاستقلال" الذي كان يشارك في الحكومة، و"الاتحاد الاشتراكي" المعارض وقتذاك، خصوصاً اثر اندلاع القلاقل المدنية عام 1981 التي أدت الى اعتقال الزعيم النقابي نوبير الأموي. وألمحت الصحيفة الى ان الاتحاد الاشتراكي "تعامل بهدوء مع بعض المواقف والرسائل"، في اشارة الى رسالة زعيم الاستقلال السيد عباس الفاسي الى اليوسفي أخيراً. واضافت: "ان يتمادى هؤلاء في تسميم الاجواء أمر لا يمكن قبوله". وكانت صحيفة "العلم" التي يصدرها الاستقلال انتقدت أول من امس موقف عبدالرحمن اليوسفي ازاء الابقاء على وضع الشيخ عبدالسلام ياسين رهن الإقامة الجبرية. وكتبت: "يوم تحمل اليوسفي مسؤولية رئاسة الحكومة كان يمكن ان يعلن عن فتح أبواب السجون في وجه المعتقلين من أجل أفكارهم، وكان يمكن ان يصدر أمره بأن مهمة الشرطة ليست محاصرة منازل الناس". وانتقدت اعلانه ان رفع الاقامة عن ياسين "ليس بعيداً".