اعرب مصنعو السيارات في العالم عن أملهم في ان يساهم انتعاش اسعار النفط الخام في تحسن الأوضاع الاقتصادية في الدول الخليجية املاً في انعاش صادراتهم من السيارات الى اسواق المنطقة التي شهدت السنة الجارية تراجعاً بنسبة تراوح بين 15 و20 في المئة، مقارنة بحجم المبيعات المسجل عام 1998 ما عدا سيارات الدفع الرباعي التي ارتفعت مبيعاتها. وعلى رغم الآمال المعلقة على تحسن اسعار النفط وامكان انعكاسه ايجاباً على الأوضاع الاقتصادية، استبعد العاملون في هذه الصناعة ان تعود صادراتهم الى الاسواق الخليجية في السنة 2000 الى سابق عهدها، اذ يعتقدون ان العام الماضي كان بمثابة الطفرة بالنظر الى ان جانباً من الصادرات كان يأخذ طريقه الى أسواق دول الاتحاد السوفياتي السابق على شكل اعادة التصدير التي كانت تستحوذ على نسبة تراوح بين 10 و15 في المئة من اجمالي واردات دول الخليج. وجاءت تعليقات العاملين في صناعة السيارات على هامش "معرض الشرق الأوسط الخامس" الذي افتتح أول من أمس في دبي بمشاركة 300 شركة من معظم دول العالم المصنعة للسيارات، وسط منافسة تقليدية حادة بين المصنعين الذين احضروا جديدهم الى الشرق الأوسط، وسط مناظرات بينهم تناولت الأفضل أو الاسرع أو الاجمل، والأكثر أماناً، والأفضل سعراً من دون ان يتحدث احدهم عن المفاضلة بين الأكثر اقتصادية للمستهلك على اعتبار ان دول المنطقة منتجة للنفط، والحديث عن الوقود لا يعتبر ميزة كما هي الحال في الغرب حيث اسعار الوقود مرتفعة، وتدخل في قرارات المستهلكين عند اختيار طراز السيارة. ومع اعتراف جميع اللاعبين الرئيسيين في سوق السيارات في الخليج وفي الشرق الأوسط بشكل عام، بأن السوق، التي يقدر حجمها بنحو نصف مليون سيارة سنوياً، تراجعت بنسبة 20 في المئة في سنة 1999، الا ان أحداً منهم لم يعترف بأن مبيعاته تراجعت في المنطقة، بل على العكس أعلن معظمهم ان المبيعات زادت بين خمسة وعشرة في المئة! وبرز واضحاً خلال المعرض ان اتجاه المستقبل بالنسبة لأسواق المنطقة سيكون حول سيارات الدفع الرباعي التي باتت تستحوذ على حصة اكبر من سيارات الركاب، ويقدر حجمها بأكثر من 20 في المئة، وهي نسبة تعتبر من بين أعلى المستويات العالمية، فيما يقول أحد الخبراء في هذه الصناعة ان الشركات المصنعة للسيارات باتت تعتبر سيارات الدفع الرباعي على أنها سيارات للمدن وليس فقط لاستخدامات الامكنة الوعرة في الجبال أو الصحراء، وهي بالتالي باتت تركز في انتاجها على السيارات المذكورة بأحجام متعددة، ولشرائح متنوعة من المستهلكين، بما فيهم الشباب الذين يصنفونها ضمن "الموضة". وصل عدد مصنعي السيارات المشاركين في المعرض الى 40 شركة من أوروبا وآسيا واميركا يعرضون أحدث موديلات السيارات وأحدث التقنيات في هذا القطاع، وسط توقعات ان يستقطب المعرض عشرات الآلاف من الزوار من مختلف دول الشرق الأوسط وكومنولث الدول المستقلة وايران وشبه القارة الهندية، حيث ضم اسماء بارزة في عالم صناعة السيارات مثل "مرسيدس" و"بي.إم.دبليو" و"فيراري" و"هوندا" و"مزاراتي" و"تويوتا" و"فولفو" و"فورد" و"جنرال موتورز" و"روفر" و"تي.في.آر" و"بورش" و"نيسان" و"ميتسوبيشي" و"فولكس فاغن" و"أودي" و"كرايسلر" و"سوزوكي".