بعد أسبوعين على إعلان حركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" مسؤوليتها عن عمليتين ضد القوات الاسرائيلية في جنوبلبنان، نعت امس عنصرين منها سقطا "خلال التصدي لاعتداءات على اماكن عدة في الجنوب والبقاع الغربي". وشن الأمين العام لرئاسة السلطة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم هجوماً على ايران وتنظيمات فلسطينيةولبنانية متهماً اياها بالعداء للمشروع الوطني الفلسطيني. وحذر من وجود نيات لاقتحام المخيمات الفلسطينية في لبنان. وأعلنت حركة "الجهاد الاسلامي"، في بيان امس، ان اثنين من عناصرها هما محمد محمود سليمان من مواليد عين الحلوة 1975 وحسن غازي أبو شمط من مواليد صيدا 1978 "سقطا من جراء اصابتهما اثناء تصديهما لاعتداءات العدو الاسرائيلي التي استهدفت اول من امس اماكن عدة في الجنوب والبقاع الغربي". وأضافت ان "استبسال ابطال الجهاد والمقاومة وصمودهم في وجه العدوان وضرباتهم الموجعة له في عمق فلسطينالمحتلة وعلى ارض لبنان هي طريق النصر والتحرير الذي بات وشيكاً". واستوضحت "الحياة" مصدراً مسؤولاً في المنظمة في بيروت، طبيعة البيان، فأكد ان "الاخوين استشهدا في موقع متقدم للحركة في الجنوب". وسئل عن المكان، فأجاب انه "يقع على التماس مع العدو الاسرائيلي ولا نستطيع تحديده لأننا نكون بذلك حددنا للعدو المحور الامامي الذي نشغله"، مشيراً الى ان "هذا هو السبب الرئيسي الذي أملى علينا إذاعة البيان من دون تفاصيل". من جهة ثانية قال عبدالرحيم امام احتفال لتكريم رؤساء دوائر الشرطة الفلسطينية في غزة "ان هناك غرفة عمليات مشتركة تقودها وتدعمها وتمولها ايران وتضم بعض عناصر الحركات والجبهات في الساحة الفلسطينية، كحركة المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية القيادة العامة بزعامة احمد جبريل، وحزب الله تريد نسف عملية السلام وتتدخل في شؤوننا الداخلية". وأضاف: "مما يؤسف له اننا كلما جهزنا تنفيذ اتفاق وكان هناك استحقاق فلسطيني، نجد هذه القوى تصعد من محاولاتها لإفشال عملية السلام لأنهم ضد المشروع الوطني الفلسطيني من اساسه". وانتقد عبدالرحيم بشدة الموقف الايراني وقال "اذا كانت ايران حريصة على الحق الفلسطيني نطالبها بإرجاع الجزر الثلاث لدولة الامارات العربية وهي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى الى اصحابها". وتحدث عبدالرحيم عن الازمة التي تشهدها العلاقات بين لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية بسبب حكم الاعدام الذي اصدره القضاء اللبناني على احد مسؤولي "فتح" في لبنان سلطان ابو العينين فقال "اصدروا حكماً بالاعدام على احد رموزنا السياسية في لبنان العميد سلطان أبو العينين، هذا الرجل واخوانه عملوا على توفير الأمن في المخيمات وضبط الفلتان في هذه المخيمات. ويبدو ان هذا لم يعجب بعض الاطراف في لبنان وسورية لأنهم يريدون لهذا الفلتان ان يستمر حتى يكون هناك مبرر لدخول المخيمات ولقمع شعبنا كما فعلوا ذات يوم في مخيمي البارد والبداوي وصبرا وشاتيلا من اجل فرض التهجير والتوطين عليه". وأوضح عبدالرحيم "اننا لا نريد ان نفتح معركة في لبنان فشعبنا من أحرص الناس على الأمن والاستقرار في لبنان ونحن لسنا طامعين في توطين او استيطان في لبنان". وقال "لا يجوز ونحن في الجولة الاخيرة ان يفتعلوا معركة معنا هدفها اضعاف موقفنا وإعادة توطين اللاجئين". ودعا عبدالرحيم اخيراً سورية الى "فتح صفحة جديدة"، وقال: "نحن في جبهة واحدة وأراضينا محتلة ... اننا نطالبهم بأن يقابلوا يدنا الممدودة بيد ممدودة وأن لا يتصرفوا بدوافع لا نرى لها اي مبررات".