هافات-ماعون الضفة الغربية، غزة - أ ف ب - قام الجيش الاسرائيلي مدعوما بقوات من الشرطة صباح امس بعملية اجلاء بالقوة لمئات من المستوطنين اليهود المتطرفين الذين كانوا متحصنين في مستوطنة هافات-ماعون العشوائية في جنوبالضفة الغربية. ووصفت السلطة الفلسطينية اخلاء تلك البؤرة الاستيطانية بأنه خطوة صغيرة غير كافية. وقال الأمين العام لمجلس وزراء السلطة الفلسطينية احمد عبدالرحمن لوكالة "فرانس برس": "انها خطوة صغيرة في مسيرة الالف ميل". وأضاف: "المطلوب ان ينتهي الاستيطان من الاراضي الفلسطينية سواء كان صغيراً ام كبيراً، والذي نطرحه على حكومة اسرائيل هو ان تتخذ موقفاً حقيقياً ازاء الاستيطان الذي يشكل العائق الرئيسي في وجه سلام حقيقي بين الجانبين". وقالت الناطقة باسم الشرطة ليندا مينوحيم ان الشرطة الاسرائيلية اعتقلت 26 مستوطنا متطرفا على الاقل بعد ان تعرضوا لأفراد الشرطة والجيش او هددوهم. ونفذت العملية ابتداء من الساعة 30.3 بالتوقيت المحلي 30.1 تغ واستمرت خمس ساعات. وقال الجنرال موشي يالون الذي تولى قيادة العملية ان وحدة خاصة من شرطة مكافحة الارهاب قامت باجلاء آخر المستوطنين وعددهم ستة تقريبا اثر مهاجمة المنزل الذي تحصنوا في داخله. وقاوم هؤلاء اجلاءهم بشدة حتى النهاية. وعلى الفور تحركت الجرافات لتدمير المنازل في حين وضعت ممتلكات المستوطنين على متن شاحنات. واوضح الجنرال يالون في تصريح للصحافيين ان ما بين 150 و200 مستوطن نقلوا على متن باصات الى غوش اتسيون وهي مجموعة مستوطنات تقع قرب الخليل. وافاد الجيش لاحقا انه تم نقل 250 مستوطنا. وذكر مراسل وكالة "فرانس برس" ان عدد المستوطنين الذين كانوا موجودين ليلا عند وصول قوات الجيش والشرطة قدر بنحو 500. وقلل الجنرال من اهمية الصعوبات التي واجهتها قواته واكد "فلنقل اننا واجهنا مقاومة سلبية وليس عنفا متعمدا ضد الجنود". وتحدثت مينوحيم عن "مقاومة ناشطة وسلبية" للمستوطنين. واضافت ان "الشرطة اضطرت الى اللجوء الى القوة بشكل محدود ومعقول بسبب التصرف العنيف" لبعض المستوطنين. واوضحت ان "الشرطة تلقت تعليمات ... بالتحلي بضبط النفس واحترام كرامة الذين اختاروا البقاء". وكانت مستوطنة هافات-ماعون تتكون من 12 منزلا نقالا واقيمت منذ عام على تلة تبعد اقل من كيلومتر عن مستوطنة ماعون الاصلية، الى الجنوب من الخليل. وكانت مستوطنة هافات-ماعون تضم اربع عائلات وخمسة عازبين كانوا يعيشون في "مزرعة" نُصبت قربها ثلاثة منازل نقالة وعدد من الخيم. لكن مئات الاشخاص انضموا اليها في الايام الاخيرة واقاموا متاريس بالحجارة لإعاقة وصول قوات الشرطة والجيش.