الخليل الضفة الغربية - أ ف ب، رويترز - أوقفت الشرطة الاسرائيلية امس ثلاثة مستوطنين في الخليل في الضفة الغربية بتهمة ضرب فلسطيني والتسبب بموته، وذلك خلال مطاردتهم له "على سبيل التسلية". وكان الثلاثة في سيارة قرب مستوطنة بيت هاغاي الى الجنوب من الخليل عندما شاهدوا الفلسطيني عبدالمجيد خالد ابو تركية 54 عاما. وقالت الشرطة ان أحد الركاب أخرج عصا خشبية من نافذة السيارة وضرب بها عنق الضحية ولاذ المعتدون بالفرار بالسيارة، فيما أكد افرائيم هيب أحد المستوطنين من بيت هاغاي أن سبعة أشخاص كانوا على متن السيارة. واوضحت الناطقة باسم الشرطة ليندا مينوحين ان المستوطنين الثلاثة وبينهم قاصران حدثان اعترفوا بفعلتهم، لكنهم اتهموا بعضهم البعض بالمسؤولية. وسيتم الافراج عن الثالث الذي كان يقود السيارة، اذ لم توجه اليه اي تهمة حتى هذه المرحلة من التحقيق. واضافت ان حبسهم على ذمة التحقيق سيمدد ليوم اضافي من دون ان تحدد هويتهم ومكان اقامتهم "بسبب الطابع الحساس لهذه القضية". والمستوطنون الثلاثة من بيت هاغاي حيث يلتحق القاصران باصلاحية مختصة ب"المراهقين الذين يعانون من مشاكل"، وجرى توقيف الثلاثة بعد تحقيق قام به جهازا الشرطة الاسرائيلي والفلسطيني. وقال المستوطنون الثلاثة للشرطة انهم ارادوا "التسلية" ونفوا ان يكونوا سعوا الى قتل ضحيتهم الذي كان يعمل في المستوطنة. ووصفت الشرطة عملهم بأنه "شغب محض"، فيما دان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الهجوم، ووصفه بانه "جريمة مروعة" وتعهد بتطبيق العدالة. وتجمع أفراد من عائلة الضحية وفلسطينيون آخرون امس في مكان الجريمة حيث وضعت أغصان من الزيتون تكريما للضحية الذي نقلت جثتة الى معهد الطب الشرعي في تل ابيب لتشريحها بحضور أطباء فلسطينيين، علما ان التشييع سيجري اليوم. وقال فلسطينيون ان الضحية اب لاثني عشر طفلا. وحذر أحد أقرباء الضحية ويدعى ياسر ابو تركية من احتمال قيام اعمال عنف. وقال لوكالة "فرانس برس" في قرية العائلة قرب الخليل: "سنرى قريبا نتائج عملية القتل هذه". وروت نور 11 عاما ابنة الضحية أن مستوطنين سبق ان هاجموها مع رفاقها على طريق مدرستها الواقعة على بعد أربعة كيلومترات من القرية. وقالت ان "المستوطنين يريدون طردنا". ووصف الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني احمد عبدالرحمن قتل الفلسطيني بانه "جريمة وحشية تضاف الى السجل الاجرامي للمستوطنين ولجيش الاحتلال الاسرائيلي"، معتبرا انها "تكشف الى اي مدى اصبح المستوطنون يشكلون خطرا على المواطنين الفلسطينيين، وتؤكد انه لا امكانية لوجود سلام بوجود الاستيطان والمستوطنين". واضاف: "أتت هذه الجريمة بعد ايام قليلة من قرار الجيش الاسرائيلي تشكيل ميليشيات مسلحة للمستوطنين، وهو القرار الذي يعتبر تشجيعا ودعما لهم للاستمرار في ممارساتهم الاجرامية من دون رادع". واشار في هذا السياق الى "تصاعد الاعمال الاجرامية للمتطرفين اليهود المتمثلة في حوادث طعن الفلسطينيين في القدسالمحتلة" والتي شهدت تزايدا اخيرا وادت الى مقتل فلسطينيين اثنين واصابة عدد اخر بجراح. ودعا عبدالرحمن الى "تدخل دولي فوري للضغط على حكومة اسرائيل لفرض قيود وضوابط على ممارسات المستوطنين العنصريين"، محذرا من ان "الشعب الفلسطيني لايمكن له السكوت طويلا على هذه الجرائم". وقال طارق زيد قائد الشرطة الفلسطينية في الخليل ان الحادث هو مثال جديد على السياسات الاسرائيلية القائمة على الهجمات المستمرة واليومية. واغلق التجار الفلسطينيون متاجرهم في قلب الخليل احتجاجا على الحادث. ودان الناطق باسم مجلس المستوطنات اهارون دومب هذا الاعتداء، وطالب بمحاكمة مرتكبيه. وقال: "اذا صدقت المعلومات التي افادت ان من قتلوا العربي ... سلموا انفسهم، فسيطالب مجلس المستوطنين بتطبيق القانون حرفيا". واعتبر دومب في بيان ان هذه العملية "تشكل انتهاكا للوصايا العشر التي تمنع القتل، وهي تلحق الاذى بنضالنا في الدفاع عن اسرائيل الكبرى". وقال ناطق باسم المستوطنين: "عرفنا انهما كانا يعبثان ... وانتهي الامر بشكل مأسوي".