اعتبر مسؤولون أميركيون ان من المضرّ والسابق لأوانه الحديث عن مقدار "التعويض" الذي سيقدم الى اسرائيل مقابل انسحابها من الجولان في سياق اتفاق للسلام مع سورية. ورفض المسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية التعليق مباشرة على تقرير من خبير يميني اسرائيلي أكد ان اسرائيل ستحتاج الى ثمانين بليون دولار تدفع على عشر سنوات لتعويضها "جزئيا" عن خسارة الهضبة الاستراتيجية التي استولت عليها عام 1967. ووصف مسؤول الحديث عن التعويضات في الوقت الحالي بأنه بمثابة "وضع العربة أمام الحصان". وقال ل"الحياة": "لنتوصل الى السلام أولا ثم نبدأ بالكلام عن هذه القضية". وكانت ادارة الرئيس بيل كلينتون واجهت صعوبة في الحصول على ال 1.9 بليون دولار من الكونغرس لمساعدة اسرائيل والأردن والفلسطنيين على تنفيذ اتفاق واي. ولا تشعر الادارة ان الكونغرس سيرحب باحتمال ارسال عشرات البلايين من الدولارات من دافع الضرائب الأميركي الى جهة أجنبية، حتى لو كانت اسرائيل. وكانت مجلة "ديفينس نيوز" الأميركية نقلت الاسبوع الجاري عن الكولونيل السابق في قسم التخطيط في سلاح الجو الاسرائيلي يواش تسيدون تقديراته لحاجات اسرائيل في حال الانسحاب من الجولان. وأكد تسيدون، وهو أيضا نائب سابق في الكنيست وعضو في حزب تسوميت اليميني المعروف بمعارضته للانسحاب من الجولان، ان اسرائيل ستكون بحاجة فورية الى أسلحة ومعدات متطورة بقيمة 23 بليون دولار، اضافة الى عشرة بلايين دولار لنقل المنشآت العسكرية من الجولان والتعويض على المستوطنين المدنيين. بعد ذلك ستحتاج اسرائيل الى خمسة بلايين دولار سنويا لتدريب وتشغيل القدرات والقوات "الرادعة" الجديدة. ومن بين ما تحتاجه اسرائيل حسب تسيدون 40 الى 50 طائرة مقاتلة متعددة الاستعمال بكلفة ستة بلايين دولار، وفرقتين مدرعتين ثقيلتين اضافيتين كلفتهما خمسة بلايين دولار، ونحو مئة هليكوبتر قتالية أميركية بقيمة ثلاثة بلايين دولار، وخمس طائرات انذار مبكر والمعدات الأرضية اللازمة بقيمة خمس بلايين دولار، ومعدات قيادة واتصال وسيطرة ببليوني دولار. وتأتي هذه التقديرات للزيادة اللازمة في تسلح اسرائيل في الوقت الذي تصر فيه الدولة العبرية على خفض القوة العسكرية السورية ونزع سلاح مناطق واسعة من أراضي سورية. وقالت "ديفينس نيوز" ان الخبراء الاسرائيليين وخبراء البنتاغون وضعوا فعلا تقديرات اولية لحاجات اسرائيل الأمنية في حال الانسحاب من الجولان، الا ان القائمة تبقى سرية. كما يقول مسؤولون أميركيون ان هذه التقديرات تتفاوت حسب طبيعة اتفاق السلام بين الطرفين، لكنها في جميع الاحوال تتطلب بلايين الدولارات. ولم تتحدث "ديفينس نيوز" في تقريرها عن حاجات سورية الأمنية المحتملة بعد التوصل الى اتفاق للسلام.