ليس من السهولة بالمكان، طبعاً، احصاء الممثلين الاميركيين، وأحياناً غير الاميركيين الذين يدينون بنجاحهم الفني لاستديو الممثل. ولئن كان هذا الاستديو شبه غائب في هذه الايام عن اهتمامات النمط الجديد من النجاحات الهوليوودية، حيث البطولة للخدع السينمائية، وحيث قد يكفي ان تكون الممثلة جميلة والممثل ذا عضلات، حتى يفرض الواحد من هؤلاء حضوره، فإن سنوات الخمسينات والستينات شهدت ذلك التطور الكبير الذي عاشه فن التمثيل في هوليوود، وتحديداً بفضل ممثلين تخرجوا من استديو الممثل الذي اسسه لي ستراسبرغ بدعم وعون من صديقه ايليا كازان. قبل استديو الممثل، كان فن التمثيل في هوليوود فنا خارجياً، اي يكفي فيه ان يتحرك الممثل تبعاً لارشادات المخرج وأن يكون قادراً على القاء حواره بشكل متقن، حتى ينجح. كانت اوروبا لا تزال بعيدة رغم تدفق مخرجي أواسط أوروبا على هوليوود، وكان فن التمثيل مستقى مباشرة من تعابير فن المسرح التي تعتمد الحركة، وخرائط الاجسام والتعابير المباشرة. ولكن فجأة، مع ظهور استديو الممثل، متأثراً بعلم النفس والمسرح الدرامي التعبيري، والانجازات الأوروبية في هذه المجالات كلها، بدأت هوليوود تعرف ممثلين من طراز جديد، ولمعت اسماء مارلين مونرو وبول نيومان ومارلون براندو، من الجيل الأول، ثم جين هاكمان وفاي دونواي وروبرت ردفورد والمخرج - الممثل سيدني بولاك من الجيل التالي، قبل ان يتحول التمثيل الحقيقي، الجواني والنابع من ثنايا الروح الى "موضة" غيرت هوليوود كلها في أواخر الستينات، قائلة وداعاً لدوريس داي وروك هدسون وأمثالهما. اليوم مضت على تجربة "استديو الممثل" خمسون عاماً. وهي مناسبة من الواضح انها لا يجوز ان تمر من دون احتفال. ومن هنا جاءت فكرة شبكة "اوربت" على الرحب والسعة من قبل محبي فن التمثيل الحقيقي. فالحال ان هذه الشبكة وفي قناتها المسماة "اوربت هوليوود"، كرست ساعات عدة من برامجها لهذا الشهر للاحتفال بخمسينية "استديو الممثل"، وذلك في احتفال متواصل يصل الى ذروته الخميس المقبل حين تقدم القناة حلقة خاصة بعنوان "داخل استديو الممثل" تنقل الى المشاهدين "ما يدور وراء كواليس هذه المؤسسة الفنية الاميركية المتميزة" التي يقول بيان القناة "تنتمي اليها اليوم مجموعة من اصحاب الملايين ! من ألمع الممثلين والمخرجين والكتّاب من امثال بول نيومان، اليك بولدوين، سالي فيلد، سيدني بولاك، غلين غلوز، هولي هنتر، فاي دوناواي، جين وايلدر وروبرت ردفورد". ويقول بيان القناة - الذي من الواضح انه يخلط الأمور بعض الشيء ولا يبرر الحديث عن كون بعض المنتمين الى الاستديو "من اصحاب الملايين" - يقول ان البرنامج "يتضمن لقطات من افلام تعتبر كلاسيكية وتدل على مواهب ضيوفه الذين يسعون دائماً الى اثبات جدارتهم في افلامهم والأدوار التي يلعبونها". اضافة الى هذه الحلقة، تعرض القناة طوال هذا الشهر تشرين الأول/ اكتوبر حلقات عديدة من البرنامج نفسه يتضمن حوارات يجريها مقدم البرنامج جيمس ليبتون مع نخبة الممثلين والمخرجين الذين سيكشفون عن مسيرتهم منذ بداياتهم، امام مجموعة من التلاميذ. ومن ضيوف هذه الحلقات مارتن شورت وأنطوني هوبكنز وداني غلوفر.