يزور السفير الأميركي لدى انقرة كلارك باريسمحافظاتجنوب شرقي تركيا في 17 من الشهر الجاري، يرافقه رجال اعمال اميركيون واسرائيليون للبحث في مجالات الاستثمار في هذه المنطقة التي تخضع لمشروع تنمية جنوب الأناضول غاب. ويتفقد الوفد محافظة غازي عنتاب لدرس امكان اقامة منطقة حرة تتضمن مشاريع صناعات غذائية ضخمة لتزويد جمهوريات آسيا الوسطى حاجاتها من هذه المواد. وكان اتفق على الزيارة اثناء وجود رئيس الوزراء التركي بولنت اجاويد في واشنطن التي وعدت بتقديم دعم للاقتصاد التركي بعد رفضها توقيع اتفاق تجارة حرة مع أنقرة لإجبارها على ربط تجارتها بها عن طريق اسرائيل. اذ تشترط الادارة الاميركية ان تصنع البضائع التركية بنسبة 65 في المئة في تركيا وتصديرها الى اسرائيل التي تتولى تصنيع ال35 في المئة المتبقية بالتعاون مع الأردن للاستفادة من رخص الأيدي العاملة هناك، قبل ان يسمح لهذه البضائع التي تحمل علامة "صنع في اسرائيل" بدخول الاسواق الاميركية دون رسوم جمركية. ويهدف مشروع السوق الحرة في محافظة غازي عنتاب الى اختصار الطريق لتصنيع البضائع في هذه المنطقة الحرة اعتماداً على الأيدي العاملة التركية على ان تحمل علامات تجارية اسرائيلية ويتم تصديرها مباشرة الى الولاياتالمتحدة. وتأتي هذه الخطوة ثمرة لزيارة وفد مكوّن من 79 من رجال الأعمال الاسرائيليين لغرفة تجارة اسطنبول في ايار مايو العام الماضي، أبدوا خلالها حماستهم للاستثمار في تركيا خصوصاً مناطق مشروع تنمية جنوب شرقي الأناضول. وتعكس أيضاً السياسة الاقتصادية التركية التي اوضحها محمد يلدرم رئيس غرفة تجارة اسطنبول قائلاً: "اننا سنطرق جميع الأبواب لزيادة صادراتنا الى العالم". وكان اكرم جوفدران رئيس هيئة التعاون التجاري التركي - الاسرائيلي قال في وقت سابق ان المصارف الاسرائيلية "ستمول المشاريع المشتركة بين البلدين والموجهة الى جمهوريات آسيا الوسطى". وتحاول كل من اسرائيل وتركيا تبادل المنافع التجارية باستغلال اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بينهما عام 1997، وذلك عبر فتح المجال للشركات الاسرائيلية للاستفادة من الأراضي الشاسعة في جنوب شرقي الأناضول والمياه الوفيرة هناك لاجراء تجاربها على وسائل الري واستثمار بعض الأراضي. وتقدمت 49 شركة اسرائيلية بطلبات استثمار في المنطقة لدى الحكومة التركية وفي مقدمها "بيرتي برودو" و"جاكوب بيهار" و"زينكال" و"أراد" و"بال يال" و"ميراز". وتقوم شركات اخرى باستئجار أراض زراعية في المنطقة لمدد تراوح بين 25 و49 عاماً واستعمال احدث الطرق لزراعتها وريها مقابل الابقاء على الاجهزة ومعدات الري في الأرض بعد انتهاء مدة الايجار. وتقوم شركات اسرائيلية اخرى باجراء تجارب بيولوجية وجينية على المزروعات هناك. يذكر ان حجم التبادل التجاري بين تركيا واسرائيل بلغ 200 مليون دولار عام 1997 قبل توقيع اتفاقية التجارة الحرة، ويهدف الجانبان الى الوصول الى سقف بليوني دولار بحلول سنة 200 مع بداية العمل باتفاقية رفع الضرائب الجمركية بين البلدين.