أفادت معلومات تلقتها "الحياة" مساء أمس أن جهوداً مكثفة بذلتها مجموعة من القيادات الوسيطة في الحكم السوداني سعت الي تفادي مواجهة تجمعت نذرها عشية الموتمر التأسيسي للحزب الحاكم الذي يبدأ اليوم، والتوصل الى تسوية لأسباب الخلاف بين الرئيس عمر البشير والأمين العام ل"المؤتمر الوطني" رئيس البرلمان الدكتور حسن الترابي. وعلم أن رئيس الوزراء السابق زعيم حزب الأمة سيوجه اليوم رسالة الى المؤتمر تعتبر الاولى من نوعها وتتناول "المخاطر المحدقة بالبلاد وسبل تجاوزها". وقالت مصادر على اطلاع على سير هذه المساعي ل"الحياة" أن جهود هذه المجموعة إستمرت حتى وقت متقدم من مساء أمس. وأضافت أن أوساط الحكم شهدت إجتماعات مكثفة بهدف "رأب الصدع عشية المؤتمر والتوصل الى إتفاق حد أدني". وأوضحت أن المجموعة التي تضم نافذين شغلوا مناصب في الحكومة والحزب وتضم مئات من الناشطين المؤثرين قامت بمواجهات مع أفراد القيادة السياسية السودانية، ونقلت اليهم تململ القواعد من الخلاف الذي بدا شخصياً. تفاصيل ص5 وأضافت إن المجموعة حصلت على موافقة من القيادة على نقاط جوهرية يدخل القادة المؤتمر العام على اساسها اليوم وتتلخص افكارها في الآتي: أولاً، أن لا يحصل تنازع يضر بمسيرة الدولة والحزب. وثانياً، الاحتكام في أي خلاف الى المؤسسات من دون استخدام أساليب اللوبي خارج الاجتماعات. وثالثاً، الفصل بين سلطتي قيادة الحزب وقيادة الحكومة بصورة كاملة مع التزام حاكمية التنظيم. وزادت إن التسوية تشمل تبني اقتراح قدمته هيئة الشورى الى المؤتمر العام يقضي بمنح الأمين العام صلاحيات كاملة في ادارة العملية السياسية والحزب ورسم السياسيات العامة، وتفريغ الرئيس لقيادة الدولة والاشراف الكامل على الجهاز التنفيذي. وقالت ان المبادرة ليست الوحيدة لكنها نالت حظاً من الصدقية لأسباب عدة اهمها تحركت من دون "لوبي" وانها التزمت اسلوب المواجهة مع الاطراف المعنية بتبني انتقادات كل طرف للآخر ومواجهته بها، وأنها ليست محسوبة على أي من المعسكرين، إضافة الى كونها مشهوداً لها بالاخلاص لدولة "الانقاذ". في غضون ذلك أعلن والي كسلا المتاخمة للحدود مع اريتريا إبراهيم محمود أن قوات الحزب المعارض نفذت تفجيرين في مستودع ومحطة وقود قرب المدينة. وسارع الحزب الى اصدار بيان ينفي تنفيذ قواته "أي عمليات عسكرية من أي نوع في مدينة كسلا هذا الاسبوع". واعتبر أن "إعلان حاكم كسلاً جزء من عملية الصراع الداخلي والمخطط الذي يقوده البشير لنسف جهود الحل السياسي". وأشار الى أن التحقيقات مع قياديين من الحزب أعتقلوا ساعات وتفتيش منازل رئيس الحزب الصادق المهدي وقياديين "إستفزاز وتعبئة مضادة لجهود الحل السياسي استعداداً لمؤتمر الحزب الحاكم الخميس"