اعتقلت سلطات الأمن الكويتية أمس الكاتب الدكتور أحمد البغدادي، واقتادته الى السجن ليقضي عقوبة الحبس شهراً بعدما دانته محكمة الاستئناف بالاساءة الى الرسول صلى الله عليه وسلم، في مقابلة صحافية نشرت عام 1996. واستبق اعتقال الشرطة البغدادي تظاهرة كان التيار الليبيرالي يعد لتنظيمها اليوم، إذ خططت جمعية الصحافيين لمؤتمر صحافي في الساعة الحادية عشرة ظهراً على ان تليه مسيرة ضخمة، يرافق البغدادي خلالها مثقفون واكاديميون ليبيراليون الى ادارة تنفيذ الأحكام الجزائية ليسلم نفسه. لكن الشرطة طرقت منزل البغدادي بعد ظهر أمس واقتادته الى ادارة التنفيذ ثم الى سجن "طلحة" جنوب العاصمة الكويتية. في غضون ذلك احتدمت المواجهة بين الليبيراليين والاسلاميين حول قضية البغدادي، واراد الليبيراليون خصوصاً جمعية اعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت زملاء الكاتب، اثارة حملة واسعة على خلفية الحكم القضائي وللدفاع عن حرية التعبير في البلاد، والغاء احكام الحبس في قضايا الصحافة والنشر، في حين انتقد الاسلاميون بشدة "الخلط بين قضية حرية التعبير وبين اساءة البغدادي الى الرسول صلى الله عليه وسلم". وناشدت جمعية الصحافيين امير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح "التدخل واستخدام سلطاته التي كفلها الدستور لالغاء عقوبة الحبس بحق البغدادي، من اجل ابقاء سجل الكويت ناصعاً ولئلا تسجل سابقة اولى بوجود سجين رأي في الكويت". ودعت الجمعية في بيان نشرته ليل الاثنين الى تعديل قانون المطبوعات والنشر في شكل يلغي عقوبة السجن في قضايا الصحافة و"يحفظ حقوق الكتاب والصحافيين". ودعا اكاديميون في الجامعة الى اضراب عن الدراسة اليوم ووقف التدريس في كل الكليات، لكن هناك شكوكاً في امكان استجابة ادارة الجامعة الدعوة، كون الحكم الصادر بحق البغدادي قضائياً ونهائياً. وستشارك الجمعيات الطالبية التي يقودها اليبيراليون في الاضراب. ووصف "التجمع الوطني الديموقراطي" الحكم بأنه "سابقة في القضاء الكويتي" واعتبر في بيان ان الدعوى التي رفعها الإسلاميون ضد البغدادي "كيدية". وجاء في البيان: "كان واضحاً ان هناك فئة من المواطنين نصّبت نفسها حكماً مطلقاً على المجتمع ككل وتصرفات افراده، وبكل اسف وجدت لدى المواطنين إذناً صاغية في اروقة النيابة العامة". ورأى ان "سمعة الكويت السياسية والاعلامية في الخارج سيصيبها جرح كبير واحراج اكبر بسبب احكام الرأي التي تجاوزتها الأمم المتحضرة". وظهر البغدادي في عناوين الصحف الكويتية امس بصفته "أول سجين رأي" في البلاد، ورأت صحيفة "القبس" ان "ما حصل سيكون انتكاسة للكويت ولحقوق الانسان فيها"، في حين نسبت صحيفة "السياسة" الى وزير الاعلام الدكتور سعد بن طفلة قوله ان "سمعة الكويت في حرية الرأي تراجعت الى الصفر". وافادت ان الوزير ابلغ رئيس الوزراء بالنيابة الشيخ صباح الأحمد ان "هاتفه لم يتوقف" عن تلقي اتصالات دولية تحذر من تأثير سجن البغدادي على سمعة الكويت. وأيّد الأمين العام ل"الحركة السلفية" حامد العلي الحكم القضائي ضد البغدادي، وانتقد موقف الليبيراليين و"التعالي والطعن في ثوابتنا ومؤسساتنا والشكاية لدى الأجنبي والتباكي على الحرية التي لاخلاف على وجوب تقييدها بقيود تنطلق من اسس كل مجتمع لتلائم خصوصياته". واستنكر النائب الاسلامي الدكتور وليد الطبطبائي "الحملة الظالمة التي يتعرض لها القضاء الكويتي"، وقال انها "دعت الى التغاضي عن الاساءة الى الرسول والتركيز على مبدأ حرية التعبير".