اصدر أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح أمس مرسوماً أعفى الكاتب الدكتور أحمد البغدادي من باقي عقوبة السجن 30 يوماً التي حكم بها في الخامس من تشرين الأول أكتوبر الجاري، لاتهامه بالإساءة الى الرسول صلى الله عليه وسلم. وعلمت "الحياة" ان العفو جاء بناء على التماس قدمه البغدادي الى الأمير، وبعد مساع بذلتها جمعية الصحافيين الكويتية. ووصل الكاتب الى منزله بعد ظهر أمس وبدت عليه علامات الارهاق، وطالت لحيته بعد 13 يوماً امضاها بين السجن والمستشفى. ولم يتمكن من التحدث الى الصحافيين فوراً لكنه صرح الى وكالة الأنباء الكويتية في اتصال هاتفي، بأن "وقوف كثيرين في الكويت وخارجها معه وإيمانه بنفسه كان لهما الدور المهم في مواجهته محنة السجن". ويستبعد أن ينهي خروج البغدادي من السجن المواجهة بين الاسلاميين والليبراليين، التي احتدمت بسبب إدانة البغدادي قضائياً وسجنه، أو الجدل حول الحدود التي يجب أن تفصل بين حرية الفكر والتعبير عن الرأي وبين خدش المقدسات الدينية وتجاوز القوانين. وقال ل"الحياة" الدكتور عبدالرزاق الشايجي وهو من أبرز قادة "الحركة السلفية" التي تتصدر تحرك الإسلاميين في هذه القضية، ان العفو الأميري "لا يعني تبرئة البغدادي من جريمة الاساءة الى الرسول صلى الله عليه وسلم، أو اعطاءه وغيره من العلمانيين حق العودة الى مثل هذه الاساءة، بل ان التماس البغدادي من سجنه عفو الأمير يعني اقراره بالذنب". وكان مجلس الوزراء الكويتي دعا أول من أمس الصحف والأفراد والهيئات في الكويت الى "التزام حرمة الثوابت الدينية والوطنية، وتجنب كل ما من شأنه الاساءة الى مصلحة البلاد وتجسيد ممارسة الحرية المسؤولة". الى ذلك قدم الأمين العام ل"الحركة السلفية" حامد العلي أمس شكوى الى النيابة العامة ضد صحيفة "السياسة" اليومية، متهماً إياها باختلاق تصريحات نسبتها إليه مست بأمير الكويت. يذكر أن مجلس الوزراء أوقف صدور "السياسة" خمسة أيام بسبب نشرها تصريحات زعمت أن الأمير أصدر مرسوم الحقوق السياسية للمرأة في أيار مايو الماضي تحت "ضغوط أميركية". وقال محامي العلي السيد أحمد الشحومي ل"الحياة" ان موكله "لم يدل بأي من التصريحات الماسة بالأمير التي نشرتها "السياسة"، ونشرها مثل هذه التصريحات منسوبة الى شخصية سياسية عامة مثل حامد العلي فيه إساءة وإضرار بالغ به، كما انه انتهاك للمادة 33 من قانون المطبوعات والنشر". وزاد أن "التسجيل الصوتي للمحاضرة التي القاها العلي أخيراً ونسبت اليه التصريحات فيها، موجود وعلى صحيفة السياسة تبرير موقفها".