} عاد الوضع في جنوبلبنان الى دائرة الاهتمام على صعيدين: التصعيد العسكري المستمر، ومعاودة الحديث عن انسحاب اسرائيلي احادي الجانب واصطحاب 500 عائلة ضابط من "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل الى داخل فلسطينالمحتلة مع عائلات مسؤولين آخرين على علاقة بالدولة العبرية. نقلت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية عن مسؤول سياسي اسرائيلي رفيع قوله "اذا لم يتم التوصل الى اتفاق مع سورية خلال عام، فإن اسرائيل ستنفذ انسحاباً احادياً من جنوبلبنان، وستستوعب خمسمئة عائلة من جنوبلبنان تمثل في شكل خاص عائلات كبار الضباط في "الجنوبي". واستناداً الى قول هذا المسؤول، اوضحت "معاريف" ان اسرائيل "تفضل ان ينسحب جيشها من ضمن اتفاق مع سورية وتسعى الى تحقيق هذا الهدف، وفي كل الاحوال، فإنها تزامن هذا السعي مع تحضيرات لاحتمال انسحاب احادي الجانب". وعن مصير عناصر "الجنوبي" في حال نفذ الجيش الاسرائيلي انسحاباً احادياً، قال المصدر المسؤول ان "اسرائيل تقدر ان هناك خطراً كبيراً على نحو خمسمئة عائلة في جنوبلبنان لو بقيت في المنطقة"، موضحاً انها عائلات ضباط كبار في "الجنوبي" وعائلات مسؤولين آخرين على علاقة متينة بإسرائيل. وأضاف ان "اسرائيل تستعد لنقل هذه العائلات من الاراضي اللبنانية الى داخل اسرائيل لتأمين سكن جديد لها"، مشيراً الى ان "الجنوبي يضم الآن 2500 عنصر بينهم 500 ضابط، ومعظمهم ملاحقون قضائياً في لبنان وصدرت في حق بعضهم احكام غيابية". وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ان مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي للشؤون السياسية والامنية داني ياتوم التقى وفداً من منظمة "الامهات الاربع" التي تطالب بالانسحاب من جنوبلبنان واستمر اللقاء ساعة ونصف الساعة. وقالت رئيسة المنظمة راشيل بن دور انه "كان لقاء مهماً ومتفائلاً ومختلفاً عما كان في السابق وخرجت بانطباع ان هناك اجراءات تتخذ لسحب الجيش الاسرائيلي من جنوبلبنان مع حلول الصيف المقبل". وقالت ان "ياتوم شدد على ان المساعي تركز على التوصل الى اتفاق، وحتى لو لم يتم التوصل اليه فإن الانسحاب سيتم". ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري اسرائيلي ان "تكتيكاً عسكرياً جديداً بدأ الجيش الاسرائيلي بتطبيقه يرتكز الى ابدال التدخل البري بتدخلات جوية للحد من الخسائر، وان الطائرات الحربية الاسرائيلية نفذت الشهر الماضي نحو مئة غارة جوية على جنوبلبنان، وهو الرقم الاكبر منذ عملية عناقيد الغضب في نيسان أبريل 1996". ونقلت عن ضابط اسرائيلي ان "نية اسرائيل الانسحاب من لبنان قبل 7 تموز يوليو المقبل هي السبب وراء خفض عدد المهام البرية، كون الهدف تجنب اي تصعيد ضروري في المعارك". الوضع الميداني وعلى الصعيد الميداني، اصيب المواطن محمود سلمان بجروح وتدمر منزله جزئياً في غارة اسرائيلية استهدفته ظهر امس بصاروخي جو - أرض في بلدة قبريخا في القطاع الاوسط. وفي الثالثة بعد الظهر اغارت طائرات اسرائيلية على المنطقة الواقعة بين جبال البطم وزبقين، تبعتها غارتان على منطقة الشعتية. وكانت طائرات حربية اسرائيلية اغارت فجراً على وادي الكفور بأربع صواريخ شمال غربي مدينة النبطية، ما ادى الى تحطيم زجاج النوافذ في المنازل المجاورة واصابة طفلة عراقية اسمها وازن كاشف الغطاء 4 سنوات. وحلقت طائرات في اجواء البقاع الاوسط وصولاً الى بيروت، خارقة جدار الصوت على علو مخفوض. وقصفت مدفعية الاحتلال محيط بلدات قبريخا وتولين ومجدل سلم وأحراج سجد والريحان ومزرعة عقماتا ومرتفعات اللويزة. وتعرض مجرى الزهراني وأطراف بلدة حبوش ومحيط ثكنة الجيش المهجورة في النبطية لقصف مركز من مواقع القوات الاسرائيلية في الزفاتة. وهاجمت "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" فجر امس موقع الدبشة المشرف على مدينة النبطية بالاسلحة الصاروخية، واستهدفت ظهراً موقع الطيبة على دفعتين، وتحدثت عن تحقيق اصابات مباشرة وتدمير بعض دشمه وتحصيناته. وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية أن قوات الإحتلال فرضت أمس حصاراً جديداً على بلدة عيناتا ودهمت منازل عدة فيها واعتقلت عدداً من المواطنين عرف منهم: حسين أحمد سمحات وزوجته نجوى وولدهما أحمد، وأن الأب والإبن أودعا سجن الخيام فيما بقي مصير الأم مجهولاً.