تستثمر تونس 1.5 بليون دولار لتطوير قطاع الاتصالات في سنوات خطة التنمية التاسعة التي ينتهي تنفيذها سنة 2001، فيما لم يتجاوز حجم الاستثمارات في الخطة السابقة الثامنة 860 مليون دولار. وشهد القطاع نمواً سريعاً في الأعوام الأخيرة نظراً الى سيطرة الخدمات على الاقتصاد خصوصاً السياحة التي تقدرّ اكثر من بليون دولار من الايرادات سنوياً. وطبقاً لتوقعات وزارة الاتصالات، سينمو القطاع بنسبة 17 في المئة خلال سنوات خطة التنمية الحالية فيما لم تتجاوز نسبة النمو في سنوات الخطة السابقة 15 في المئة. شبكة ومشتركون وزادت اعداد المشتركين في شبكة الهاتف من 220 الف مشترك عام 1987 الى 784 الفاً في النصف الأول من السنة الجارية ما يعني ان نسبة التغطية ارتفعت من ثلاثة في المئة الى 8.5 في المئة من اجمالي عدد السكان. وقال مسؤولون في مؤسسة الاتصالات التونسية قطاع عام ان الهدف هو الوصول الى 1.4 مليون مشترك سنة 2001، ما يعني زيادة نسبة التغطية الى 14 في المئة من السكان. وتزامن هذا النمو الكمي مع تطور نوعي للشبكات اذ قفزت نسبة الخطوط المرقمة من 10 في المئة عام 1987 الى 99.7 في المئة حالياً ويتوقع ان تصل الى 100 في المئة سنة 2001، الا ان عدداً كبيراً من طلبات الحصول على خطوط هاتفية ما زال غير مجاب بسبب عدم وصول الشبكات الى بعض المناطق وضيقها في مناطق اخرى. 200 الف نقال وتطور حجم شبكة الهواتف النقالة في تونس السنة الجارية ليصل الى 50 الف خط، ويتوقع ان يرتفع الى 200 الف في سنة 2001. واقتصرت الشبكة منذ انطلاقها في ربيع العام الماضي على المحافظات الساحلية التي تتركز فيها المجمعات الصناعية والسياحية والمدن الرئيسية، الا انها ستتوسع لتشمل جميع مناطق تونس سنة 2001. وكان قطاع الاتصالات التونسي شهد نقلة نوعية بعد اعتماد شبكة رقمية حلت محل الشبكة الهاتفية القديمة تبعتها النقلة الثانية متمثلة بتركيز شبكة الهواتف النقالة واعتماد خدمة التجوال الدولي Roaming. وخُصصت اكثرية الهواتف النقالة في المرحلة الأولى لرجال الأعمال والمستثمرين والعاملين في قطاع الخدمات بسبب الحجم المحدود للشبكة الحالية والتي لا تتجاوز 50 ألف خط. وقال مسؤولون في مؤسسة "اتصالات تونس" ل"الحياة" ان 40 الف خط منها وزعت على الزبائن وكانت اهم المحافظات التي استأثرت بالخطوط الموزعة هي تونس العاصمة وأريانة ومدينة بن عروس الصناعية والمناطق السياحية في الحمامات وسوسة والمنستير وجربة، اضافة الى مدينة صفاقس الصناعية. وأوضحوا ان مدى الشبكة يصل الى المركز الحدودي رأس جدير بين تونس وليبيا. وعكس التوزيع الجغرافي للزبائن اهمية الدور الذي باتت تلعبه الهواتف النقالة في تنشيط الدورة الاقتصادية والسياحية. ويسعى التونسيون لتوسعة الشبكة الهاتفية لتشكل حافزاً اضافياً لاستقطاب مستثمرين عرب وأجانب خصوصاً الى المنطقتين الحرتين بنزرت شمال وجرجيس جنوب. وترمي المرحلة الثانية من اقامة شبكة الهواتف النقالة الى تغطية المحافظات الداخلية، وهي تشمل تركيز 50 ألف خط اضافي وتصل الى 100 الف خط في اواخر العقد الجاري. وأظهرت احصاءات حديثة ان حجم استهلاك الهواتف النقالة تطور بشكل مكثف خلال فصل الصيف على رغم ان مؤسسة الاتصالات التونسية وضعت 10 آلاف خط اضافي في تصرف السياح الاجانب والعمال التونسيين العائدين من الخارج خلال الصيف، ولوحظ ان السياح والمغتربين التونسيين ورّدوا كميات كبيرة من اجهزة الهاتف النقال ما ادى الى ازدحام شديد على الشبكة خلال الأشهر الاخيرة. الى ذلك توصلت مؤسسة "اتصالات تونس" الى اتفاقات مع مؤسسات عربية وأوروبية مماثلة اختصت بتركيز شبكة الهاتف الجوال الرقمي الذي يسمح بالتجوال الدولي. وقدر عدد الاتفاقات من هذا النوع ب43 اتفاقاً مع مشغلي الاتصالات في تسعة بلدان عربية و19 بلداً أوروبياً الى جانب جنوب افريقيا. ونفى وزير الاتصالات التونسي المهندس احمد فريعة ان تكون الحكومة تعتزم تخصيص مؤسسة "اتصالات تونس" الحكومية مثلما تردد أخيراً. وأوضح فريعة في لقاء مع الصحافيين: "اننا لسنا ضد التخصيص من حيث المبدأ، الا ان هكذا خطوة تحتاج الى تأمين شروط النجاح لها بتعزيز المؤسسة وتحديث شبكة الاتصالات، لكننا لا نفكر بتخصيصها في الوقت الحالي". كذلك توقع زيادة الاقبال على شبكة التراسل الالكتروني بعد خفض الرسوم من 25 ديناراً نحو 22 دولاراً الى 16 ديناراً نحو 14 دولاراً. وكانت تونس خصصت العام الماضي "الشركة التونسية للاتصالات" سوتيتال المتخصصة بتصنيع معدات الاتصال وربط الشبكات، ورأى فريعة ان عملية التخصيص "كانت ناجحة". وأكد وجود اقبال واسع على شبكة انترنت وقدر عدد المشتركين فيها حالياً ب13.5 الف مشترك، مقابل 100 مشترك عام 1996 الا انه توقع ان يرتفع العدد الى 30 الف مشترك اواخر السنة الجارية. وأنشأت تونس عام 1996 مؤسسة متخصصة في توزيع خدمات انترنت ما ساعد على زيادة اعداد المشتركين في الشبكة وباشر المسؤولون عن الجامعات والمعاهد العليا ومراكز البحث تنفيذ خطة واسعة نهاية عام 1997 لربط مؤسساتهم بشكبة انترنت وشملت الخطة لاحقاً المعاهد الثانوية والاعدادية ويتوقع ان يستكمل تنفيذها قبل نهاية خطة التنمية الحالية.