الجزائر - "الحياة" - أكدت رئاسة الجمهورية، أول من أمس الخميس، ان قرار منح جواز سفر ديبلوماسي للرئيس السابق الشاذلي بن جديد تم بناء على تعليمات شخصية صادرة عن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي سمح له "بالتنقل بحرية خارج البلاد وداخلها" وهذا من منطلق "رد الاعتبار لثقافة الدولة" التي تفرض "اقرار تقاليد من شأنها ان تضمن للجميع احترام الحقوق المستحقة لكل مواطن عندما يكون وضعه القانوني لا يبرر اي قيد كان". وأوضحت مصادر الرئاسة لوكالة الأنباء الجزائرية ان الرئيس بوتفليقة قرر اتخاذ اجراء السماح للشاذلي بمغادرة الجزائر "دون اي ضغوط من أي كان". وكانت "الحياة" و"الوطن" الجزائرية اوردتا الأسبوع الماضي ان الشاذلي غادر الجزائر لتلقي علاج في بلجيكا. وشددت الوكالة الرسمية على ان "من سبق وكان رئيساً للجمهورية يبقى رئيس جمهورية سابق أياً كانت مراحل حياته السياسية". وذكرت أن "القانون ليس قانوناً الا اذا كان مطبقاً على الجميع من دون تمييز". وأكدت الوكالة أن خطوة الرئيس بوتفليقية المتخذة لمصلحة الرئيس الشاذلي بن جديد تأتي في سياق مسعى عام سبق وأن اتُّخذ لفائدة "بعض زعماء الحركة الوطنية الذين صاروا في طي النسيان وبعض ضحايا حرب التحرير"، مشيرة الى انه اعاد "الاعتبار لقادة من الحركة الوطنية والثورة ومناضلين بارزين ومحاربين بررة". وقالت ان هذا الشعور هو الذي حمله على "اتخاذ اجراءات، كانت تبدو له غير مبررة، اليوم من خلال ارسال جوازات سفر ديبلوماسية للواء بلوصيف وزوجته وكذلك للرئيس الشاذلي بن جديد". وكانت "الحياة" ذكرت في عددها الاثنين ان الرئيس بوتفليقة سمح للرئيس السابق بن جديد بمغادرة الجزائر لاجراء فحوص طبية في بروكسيل، وان موافقة الرئيس جاءت عقب ضغوط مارسها ضباط نافذون. لكن الوكالة الجزائرية نفت اي ضغوط وراء قرار السماح للشاذلي بالمغادرة. يذكر ان الرئيس بوتفليقة، كما اكدت مرات عدة، كان من بين ضحايا حكم الشاذلي الذي صفّى رموز النظام البومديني منذ توليه الرئاسة عقب وفاة الراحل هواري بومدين في 1978. وعمل بوتفليقة وزيراً للشؤون الخارجية في عهد بومدين مدة 13 سنة.