يتبنى جهاز شؤون البيئة مشروعاً ضخماً هدفه تحويل كهف وادي سنور في صحراء بني سويف الى مزار سياحي عالمي. وكهف وادي سنور الذي يقع على بُعد 70 كم جنوب شرق مدينة بني سويف يُعد من أقدم كهوف العالم، إذ يعود عمره الى نحو 65 مليون سنة، ويحتوي على تراكيب جيولوجية عدة من الألباستر، تعرف بالصواعد والهوابط ليس لها نظير على مستوى العالم، وكونت صورة جميلة عبر ملايين السنين. ويرجع تكوينه الى عصر الايوسين الأوسط قبل نحو 60 مليون سنة نتيجة تسرب المحاليل المائية المتشبعة بأملاح كربونات الكالسيوم من سقف الكهف، ثم تبخرت تاركة الأملاح المعدنية على هيئة رواسب من الصواعد والهوابط. ويؤكد مدير إدارة المحميات الطبيعية الدكتور عصام البدري أن أهمية الكهف ترجع الى ندرة هذه التكوينات الطبيعية في العالم، وما تمثله من أهمية كبيرة للباحثين لإجراء الدراسات التفصيلية المقارنة وإلقاء الضوء على علم المناخ القديم وطبيعة البيئة القديمة، وكذلك اجراء دراسات تفصيلية مقارنة من حيث اختلاف الظروف البيئية التي سادت في عصر الايوسين الأوسط في كل من وادي سنور منطقة الكهف ومنطقة المقطم التي تتبع العصر نفسه والتي تخلو كهوفها ومغاراتها من الصواعد والهوابط. محمية طبيعية واكتشف الكهف قبل نحو ثماني سنوات اثناء عمليات استخراج الألباستر إذ ظهرت في قاع المحجر 54 فجوة كبيرة، ومنذ اكتشافه صدر قرار رئيس مجلس الوزراء الرقم 1204 لسنة 1992 تحويل الكهف الى محمية طبيعية. وكهف سنور يمتد لمسافة 700 متر وتمتد هوابط الألباستر على عمق 15 متراً. وأزالت مياه الأمطار الحجر الجيري في الكهف وحوّلته الى بيكربونات كالسيوم ذائبة تبلورت في الشروخ داخل الكهف في شكل جمالي يشبه الشُعاب المرجانية في البحر الاحمر. مزار سياحي ويضيف الدكتور البدري "نظراً الى تلك الأهمية البالغة للكهف، فنحن نسعى الى استغلاله سياحياً وفتحه أمام السياح للزيارة، وبالتالي ستحتل محافظة بني سويف مكانة متميزة على خريطة مصر السياحية. ونستعين بخبراء في الجيولوجيا أجروا دراسات تفصيلية عن تحويل الكهف الى مزار سياحي، وطرق تأمينه. وتناولت الدراسات سبل حماية الكهف من زيادة الغازات في داخله لا سيما ثاني أكسيد الكربون الذي من شأنه الاضرار بالأشكال الجمالية للصواعد والهوابط في داخله". وسيتكلف مشروع تحويل الكهف الى مزار سياحي نحو خمسة ملايين دولار، ويشمل اعداد خرائط جيولوجية تفصيلية لكل منطقة المحاجر التي يقع في نطاقها الكهف لبيان التتابع الطبقي لهذه المناطق، وذلك بالاستعانة بالطرق الجيوفيزيقية التي تبين التراكيب تحت السطحية من فوالق وطيات دون الإضرار بالكهف المكتشف، وستستخدم آلات القطع الحديثة لتجنب التلوث البيئي الذي قد ينتج عن استعمال المتفجرات. وتم الانتهاء من تمهيد الطريق المؤدي الى الكهف. وسيتم تمهيد أرضيته ومعالجتها لامتلائها بمياه الأمطار، كذلك تحديد مسارات الكهف في اضاءته واعداد نظام تهوية ملائم، وتزويده بمؤثرات صوتية وضوئية لتحقيق مزيد من الاستمتاع بالمناظر الجمالية فيه، كما سيجري انشاء أنفاق وجسور معلقة في داخله لنقل السياح. ومن جانبه أصدر محافظ بني سويف المهندس سعيد النجار قراراً بوقف العمل في المحاجر لحين الانتهاء من تحديد حرم الكهف، كما سيوجه نداء الى دول العالم التي تود المشاركة في تنمية ذلك الكهف.