كشف مدير محمية كهف وادي سنور ببني سويف جنوب مصر، الدكتور جبيلي عبد المقصود أبو الخير، عن بقايا حيوان "الموريثيريم" أول أسلاف الفيلة الحالية والذي ظهر لأول مرة بجبل قطراني بالقرب من كوم أوشيم بأحد المحاجر وهو أقل حجما من الفيل الحالي وذي أطراف أمامية وخلفية قصيرة وكان يعيش بجوار الشواطئ أي ما يشبه الحيوان البر مائي في معيشته ويرجع عمره إلى 40 مليون سنة، مشيرًا إلى أن هيكل هذا الفيل يوجد حاليا بمتحف جيولوجي مصري في القاهرة. وأشار الدكتور جبيلى إلى أنه تم الكشف عن هيكل هذا الفيل بالشاطئ القديم لبحيرة موريس (قارون حاليا)، لذلك أطلق عليه فيل "الموريثيريم" نسبة لبحيرة موريس، وتعتبر الفيوم أقدم مكان في العالم عاش به هذا الفيل الذي ظهر بعد ذلك بشمال إفريقيا وخصوصا المغرب العربي. ومن جانبه، صرح مقرر إعلام المؤتمر، الدكتور عبد الرحيم ريحان، بأن منطقة جبل قطراني تتميز- كما جاء في الدراسة- باحتوائها على تراث طبيعي عالمي فريد لحيوانات برية وبحرية ونهرية تمثل سجلًا تاريخيًا متميزًا يصف الحياة والمناخ وتراجع البحر في هذه الأزمنة ومنها الحيتان بمختلف أنواعها وعرائس البحر وهي في أزهى صورها تتغذى على حشائش البحر والترسة المائية والأسماك البحرية الضخمة وأسماك القرش والأصداف البحرية المتراكمة على شاطئ هذا البحر العظيم. وأضاف أن "هناك اكتشافات أخرى أعلنها الباحث من هياكل لحيوانات بالمنطقة منها حيوان ضخم يشبه الفيل الحالي، ولكن بدون خرطوم وذو أربعة قرون: اثنان أماميان كبيران والآخران خلفيان صغيرين وهو حيوان "الأرسينوثيريم"، وهو من أغرب الحيوانات التي ظهرت بالمنطقة وحيوان ضخم آخر أقل من الأرسينوثيريم رأسه ممتدة إلى الخلف قليلا ويظهر عند أنفه بداية خرطوم صغير ويطلق عليه حيوان الفيوميا وهو أحد أسلاف الفيلة بعد الموريثيريم. وأوضح أن هذا التنوع النادر يحوى مصبات الأنهار الآتية من شمال شرق مصر إلى هذه المنطقة والمحملة بكميات كبيرة من الطمي والمعادن المذابة بالمياه والتي تصب داخل البحر وحول اليابسة والتي تسببت في نمو الغابات الموسمية الكثيفة ذات الأشجار الخشبية فارهة الطول ويصل طولها إلى 40 مترا ويزيد سمكها عن مترين. كما تم الكشف عن هياكل أنواع مختلفة من القردة المختلفة في أشكالها عن تلك الموجودة حاليا ومنها قرد "الإيجيبتوبيثيكس" أو القرد المصري. وتابع أنه "نتيجة فترات كبيرة من الجفاف القاحل بالمنطقة ماتت الأشجار والحيوانات والأعشاب وحدثت الفيضانات من شمال شرق مصر شيئا فشيئا فغطت تماما أطلال ما خلفه الجفاف وازدهرت حياة جديدة بغاباتها وحيواناتها ثم تكررت حالات الجفاف والفيضان على مدار أعوام كثيرة وتقدم البحر في بعض الأحيان فقضى على هذه الحياة تماما منذ 30 مليون سنة ونتيجة زلازل مدمرة بالمنطقة انصهرت صخور البازلت وغطت المنطقة".