} توقع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط السفير مارتن انديك المزيد من التغييرات في القيادات العربية خلال العام 2000 المقبل. وقال في خطاب له ألقاه مساء الجمعة الماضي، أمام المؤتمر السنوي ال53 لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن: "إن العام الحالي 1999 كان عام تغييرات في القيادة السياسية لكل من الأردن والمغرب والبحرينوالجزائر وإسرائيل، وان العام 2000 سيشهد على الأرجح مزيداً من التغييرات. وان التحضيرات لعملية انتقال السلطة على قدم وساق في سورية والإمارات".و"حتى في العراق وليبيا فإن الأنباء في صعود أيضاً"، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط السفير مارتن انديك في كلمته امام معهد الشرق الأوسط في واشنطن تحت عنوان "تغيير القيادات في الشرق الأوسط": "إن إرادة التغيير تدخل مباشرة في قلب المعادلة السياسية في الشرق الأوسط وفي سياسة الولاياتالمتحدة في المنطقة". وأكد ان تغييرات القيادة في الشرق الأوسط التي ستحدث في المستقبل تطرح السؤال الآتي: ما هو المطلوب من صانعي السياسة الأميركية القيام به؟ وأجاب: "أولاً، اغتنام فرصة وجود القيادة الحالية لحل النزاعات الطويلة". "ثانياً، البدء باجراء التحضيرات الآن، خصوصاً أن تفهم الديناميكية السياسية والاجتماعية التي تؤثر في التغيير القيادي في الدول المعنية هو أمر بالغ الأهمية، وليس في الضرورة من أجل توقع السباق للتغيير، بل لتفهم أفضل الحدود والفرص التي ستواجه النظام المقبل". "ثالثاً، الاعتراف بدور الولاياتالمتحدة الذي لا غنى عنه كضرورة وكعامل استقرار". واعتبر المسؤول الأميركي ان التغييرات في القيادة التي حصلت الآن كانت ايجابية وموضع ترحيب، إذ تميزت بخفض للتوتر وبإزدياد فرص التعاون وبتوسيع حلقة السلام. لكنه أوضح ان التحرك الايجابي ليس في الضرورة أمراً محتوماً "إذ علينا أن نهتم بالمصالح السياسية والاقتصادية والأمنية مع تسريع تبدل الأجيال في المنطقة". وتابع ان التغييرات في القيادات ستشكل فرصاً مهمة، وفي الوقت نفسه تحديات صعبة للدول المعنية في المنطقة وللولايات المتحدة أيضاً، و"يجب أن نكون واضحين بأن الولاياتالمتحدة ستكون راغبة في التجاوب وقادرة عندما تسعى الدول للحصول على دعمنا وتعتمد سياسات تنسجم مع مصالحنا وقيمنا. وعلينا أن نكون مستعدين فكرياً للتخلص من عادات قديمة، وان نترك الماضي وان نتحرك بشدة لاغتنام فرص تغيير الظروف السياسية والاستراتيجية". ورأى "ان هذه التغييرات لن تحدث في الضرورة قريباً أو وشيكاً". لكنه ذكر ان الضغوط التي تواجه المنطقة نتيجة ازدياد عدد السكان والعولمة وتغيير الأجيال، ستفرض على الولاياتالمتحدة قريباً اتخاذ "القرارات الصعبة في شأن سبل حماية مصالحنا القومية ومصالح حلفائنا". وشدد على ان الإدارة مستعدة لمواجهة التحديات المقبلة، وذلك من خلال الترويج للاصلاحات الاقتصادية والتعاون الاقليمي والاستثمارات، ملاحظاً ان بلاده تساهم في تمويل برامج لتقوية المجتمع المدني وتدعيم البرلمانات ودعم الشفافية والمحاسبة في القطاع العام. و"الأهم هو اننا نبذل كل ما في استطاعتنا للمساعدة على انهاء النزاع العربي - الإسرائيلي الذي عرقل لفترة طويلة الاستقرار والنمو في المنطقة". وناشد الزعماء "ان يجدوا الشجاعة لدفن هذا النزاع الآن وإلى الأبد"، ليتمكن الجيل المقبل من القيادات من الشعور بالحرية في السعي إلى الازدهار الذي سيؤمنه السلام. وأشاد بالتغييرات التي حصلت حتى الآن ولم تحمل معها مفاجآت، بل تمت بهدوء وسهولة. وقال إن الملك عبدالله بن الحسين والملك محمد السادس والشيخ حمد بن عيسى آل خليفة جاؤوا بطاقة وبأفكار جديدة. واعطى انديك أمثلة، منها ان أمير البحرين اتخذ خطوات دراماتيكية لتقوية الوحدة السياسية والاصلاحات الاقتصادية، وان العاهل الأردني يعالج بحزم مشاكل الأردن الاقتصادية، وان العاهل المغربي وضع الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في أولوياته. واعتبر ان التحركات كانت ايجابية في مجال السياسة الخارجية، وان العلاقات الأردنية - السورية دخلت مرحلة جديدة نحو الأفضل. وأشار إلى أن مشاركة الرئيس حافظ الأسد في مأتم الملك حسين ساهمت في بدء اتصالات بين الملك عبدالله وبشار الأسد ابن الرئيس الأسد وكبار المسؤولين في الحكومتين، وأدت إلى تحسين العلاقات بين دمشق وعمّان. وتحدث عن مساعي العاهل الأردني الجديد لتحسين العلاقات مع الكويت، وعن سعي الملك محمد السادس إلى تحسين العلاقات مع الجزائر ورغبته في حل مشكلة الصحراء الغربية. وأشاد انديك بحكومة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة التي وضعت أفكاراً جديدة وقدمت مبادرات شجاعة لاخراج الجزائر من الحرب الأهلية. وقال إن الرئيس الجزائري يحظى الآن بدعم شعبه بعد استفتاء 16 أيلول سبتمبر الماضي لتنفيذ أفكاره ومقترحاته.