ارتبكت الحكومة الأردنية في التعامل مع الاستطلاع الذي أعده مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية بمناسبة مرور مئتي يوم على تشكيلها، ففيما حاولت وكالة الأنباء الرسمية "التلاعب" بالنتائج من خلال جمع نسب من يعتقدون بأن الحكومة قادرة بدرجة كبيرة ودرجة متوسطة خرجت صحيفة "الرأي" بعنوان يقول ان "الحكومة قادرة على تحمل مسؤوليات المرحلة" ونشرت الاستطلاع كما هو من دون تدخل وهو ما يخالف عنوان الصحيفة التي تملك الحكومة أكثر من 60 في المئة من اسهمها. بيد أن الصحف المعارضة احتفلت بالاستطلاع، وخرجت صحيفة "العرب اليوم" التي اعتقل رئيس مجلس ادارتها ورئيس تحريرها في عهد حكومة السيد عبدالرؤوف الروابدة بعنوان على ثمانية أعمدة "شعبية الحكومة تتراجع لأدنى مستوى.. والوطن يعيش أحلك ظروفه" في سخرية من رئيس الوزراء الذي ردد الشطر الأخير في أكثر من مناسبة خلال الاسبوعين الماضيين. اما صحيفة "المجد" الناصرية فخرجت بعنوان على ثمانية أعمدة أيضاً "تقهقر شديد في حكومة الروابدة". وجاء الاستطلاع في فترة تشهد مواجهة بين الحكومة والصحافة اضافة الى المواجهة الأخرى بينها وبين الاسلاميين على خلفية الأزمة مع "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وفيما أظهر الاستطلاع ان منحنى الحكومة انحدر بنسبة 23 في المئة قال باحثون في المركز ان استمرار هبوط المنحنى على الوتيرة ذاتها يعني ان الحكومة ستصل الى مستوى تأييد يقل عن 50 في المئة مع بدء الدورة العادية لمجلس النواب مطلع الشهر المقبل. واتفقت العينة الوطنية التي تمثل المجتمع الأردني من خلال عينة معدة بالتنسيق مع دائرة الاحصاءات العامة مع عينة قادة الرأي تضم كبار رجال الدولة والأحزاب والنقابات والكتاب في انخفاض تقويمهما لأداء الحكومة. إذ انخفضت نسبة من يرون ان الحكومة قادرة الى درجة كبيرة على تحمل مسؤولياتها في العينة الوطنية من 43.6 في المئة في آذار مارس الذي شهد تشكيل الحكومة الى نحو النصف 26.6 في المئة بعد مئتي يوم، وفي عينة قادة الرأي انخفضت النسبة في الفترة ذاتها من 38.8 في المئة الى 25.9 في المئة. فيما تضاعفت نسبة من يعتقدون بأنها غير قادرة من 3.6 في العينة الوطنية الى 6.9 في الفترة السابقة وكذلك تضاعفت في عينة قادة الرأي من 6.1 في المئة الى 13 في المئة. وأظهر الاستطلاع للمرة الأولى ان رئيس الوزراء يحظى بدعم جهوي في اقليم الشمال الذي ينتمي له، وفي الاستطلاعات السابقة كان رؤساء الوزارات يحظون بدعم ومعارضة بشكل متشابه في سائر الاقاليم. وبلغت نسبة من يرون ان الحكومة قادرة بدرجة كبيرة في اقليم الشمال 37.8 في المئة مقارنة ب23.5 في اقليم الوسط و22 في المئة في اقليم الجنوب.