تبدأ محكمتان مصريتان احداهما عسكرية والاخرى مدنية، اجازة عيد الفطر، النظر في قضيتين متهم فيهما عناصر تنتمي الى جماعة "الجهاد" التي يقودها الدكتور ايمن الظواهري وتنظيم "القاعدة" الذي يقوده اسامة بن لادن. وافادت مصادر مصرية مطلعة ان قضية "العائدون من البانيا" التي كان مقرراً ان تنظر فيها احدى دوائر المحكمة العسكرية العليا الاسبوع الجاري تأجلت الى ما بعد العيد، نظراً الى عدم الانتهاء من اعداد ملفاتها وتسليمها الى محامي المتهمين بعدما وصل عددها الى اكثر من 20 الف ورقة، مشيرة الى ان النيابة العسكرية انتهت من التحقيقات في القضية ورفعت تقريراً بنتائجها الى المدعي العام العسكري. وتضم القضية اكثر من 70 من اعضاء "الجهاد" و"القاعدة" على رأسهم الظواهري نفسه وشقيقه المهندس محمد الذي يعيش معه في افغانستان. ويحاكم الاثنان غيابياً، في حين سيحاكم حضورياً عدد من قادة "الجهاد" ممن تسلمتهم مصر من دول عدة على رأسها البانيا، بينهم احمد ابراهيم النجار المحكوم غيابياً بالاعدام في قضية "خان الخليلي" واحمد اسماعيل عثمان المحكوم غيابياً بالاعدام في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق الدكتور عاطف صدقي وشوقي سلامة احد ابرز عناصر الجناح العسكري في الخارج وعصام عبدالتواب المحكوم غيابياً بالاشغال الشاقة المؤبدة في قضية "احداث مدينة بين سويف". وعلى رأس المحسوبين على "القاعدة" من المتهمين في القضية سعيد سيد سلامة الذي تسلمته مصر من دولة عربية وقيل انه عمل في احدى الشركات التي يملكها بن لادن وتنقل بين دول عدة بهدف تأسيس قواعد للتنظيم فيها. وتتعلق القضية الثانية التي ستنظر امام محكمة امن الدولة العليا بحادثة تفجير السفارة المصرية في باكستان في 1995 وتضم اكثر من 50 متهماً من اعضاء "الجهاد" وآخرين انشقوا عن الظواهري أو يحملون فكر "الجهاد" من دون ان يكونوا عملوا تنظيمياً في اطار جماعة الظواهري. وبين المتهمين عدد من الاصوليين تسلمتهم مصر من الخارج بينهم ثلاثة من جنوب افريقيا عقب وقوع حادثتي تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودارالسلام، وهم جمال شعيب وعيد ابوسريع وطارق علي مرسى. وذكرت المصادر ان فريقاً من اعضاء النيابة يعكف حالياً على اعداد لائحة الاتهام في القضية، مشيرة الى ان اسماء عدد من قادة التنظيم من المقيمين في الخارج يرجح ان تضم الى لائحة الالتهام حيث سيحاكمون غيابياً وعلى رأس هؤلاء ثروت صلاح شحاتة المحكوم غيابياً بالاعدام في قضية محاولة اغتيال صدقي ومرجان مصطفى سالم واحمد سلامة مبروك وسعيد العاشري. المعروف ان نيابة امن الدولة تحقق حالياً في قضية ثالثة اطلق عليها اسم "محركو احداث العنف" متهم فيها جميع قادة الاصولية المقيمين في الخارج، بينهم ابن لادن نفسه ومساعده المصري الجنسية صبحي ابوستة المعروف باسم "ابو حفص المصري". واعتمدت القضية على اقوال عميل ذكرت السلطات انها تمكنت من زرعه بين الاوساط الاسلامية في الخارج وعاد الى مصر وادلى بمعلومات عن نشاطاتهم ووقائع وادلة ثبوتية دامغة ضدهم. ورفضت السلطات مراراً التصريح باسم العميل واكتفت بالاشارة الى انه سيكون الشاهد الاول في القضية حين النظر فيها امام المحكمة، في حين اعلن "المرصد الاسلامي" مقره لندن ان ذلك الشخص يدعى احمد نصرالله وان اسمه الحركي هو "ابوابراهيم المصري"، وأورد "المرصد" معلومات عن تنقل نصرالله ما بين افغانستانوباكستان والسودان واليمن، واسماء شخصيات التقاها في تلك الدول ممن كانوا يحركون احداث العنف التي وقعت في مصر منذ 1992 وحتى العام الماضي. الى ذلك عقد وزير الداخلية السيد حبيب العادلي اجتماعاً امس مع مساعديه، وافاد بيان للوزارة ان الاجتماع خصص للبحث في "الموقف الراهن وما تحقق من نجاحات على مسار العمل الامني في كل المجالات الشرطية المختلفة وما انجز من تطور ملموس في جهاز الامن من حيث الجدية وتفعيل ودعم الاداء لرجل الشرطة والتصدي لمستحدثات الجريمة ودعم مقومات الثقة بين اجهزة الشرطة والمواطن". وأكد العادلي ضرورة "بذل المزيد من الجهد والتفاني واليقظة الامنية خلال الاحتفال بعيد الفطر ما يتطلب تشديد الاجراءات والتدابير الامنية على كل محاورها وتطبيق القانون بكل حسم وحزم في مواجهة اي مظهر من مظاهر الخروج على الشريعة".