في الوقت الذي تماطل فيه حكومة ايهود باراك في الاعلان عن تركيبة وفدها لمفاوضات التسوية النهائية مع الفلسطينيين، تستعر حمى التوسع الاستيطاني، خصوصا في محيط مدينة القدسالمحتلة لترسيخ السيطرة الاسرائيلية على ثلث الضفة الغربية استباقا لهذه المحادثات. وفي هذا الاطار، أعلن في اسرائيل ابرام اتفاق أولي بين شركة بريطانية وممثلي الكنيسة اليونانية لبناء مستوطنة جديدة لايجاد ترابط بين مستوطنة هارحوما قيد التنفيذ على جبل أبو غنيم جنوب شرق القدس ومستوطنة غيلو جنوب غرب المدينة المقدسة. ويشمل المخطط الجديد بناء 1200 وحدة استيطانية على أراضي دير مار الياس الذي تملكه الكنيسة الارثوذكسية اليونانية. وراجت أخبار عن تأجير هذه الاراضي لشركة استثمارية لمدة 99 عاما بقيمة 150 مليون دولار. وبتنفيذ هذا المشروع، تكون اسرائيل أكملت مسلسل الفصل التام بين الحدود البلدية للمدينة حسبما حددتها الدولة العبرية، وبين باقي المناطق الفلسطينية المحيطة بها من الجهتين الجنوبية الغربية والجنوبيةالشرقية أي بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور. ونقلت مصادر اسرائيلية عن ممثل الشركة البريطانية "تاون فليننغ آند أوربين دبلومانت" مناحيم زلينغر قوله أن الاوساط الرسمية في اسرائيل تعرف تفاصيل المخطط وأن المشروع "سيحظى بالدعم المطلوب". ومنحت الحكومة الاسرائيلية مستوطنة "هارحوما" المقامة على الجبل الفلسطيني صفة "مدينة" حيث قررت وزارة الاسكان الاسرائيلية برئاسة اسحق ليفي حزب المفدال، خلافا للانظمة المعمول بها، أن تقوم بنفسها ببناء المؤسسات العامة في المستوطنة بهدف دفع تطوير المستوطنة وتشجيع شراء المنازل فيها. وكانت المستوطنة المذكورة سببا في وقف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية في عهد حكومة بنيامين نتانياهو السابقة لأشهر عدة، ومنذ ذلك الوقت لا تشهد هذه المستوطنة اقبالا لدى الاسرائيليين على شراء وحدات سكنية فيها. وفي شرقي مدينة القدس، صادرت السلطات الاسرائيلية 650 دونا من الارض بهدف شق طريق استيطاني يربط بين مستوطنة معاليه ادوميم المقامة على أراضي الضفة، بمستوطنة كيدار جنوب هذه المستوطنة. وقالت مصادر فلسطينية ل "الحياة" أن هذه الخطوة جاءت توطئة لضم هذه المستوطنة التي تتبع مجموعة مستوطنات غوش عتصيون الى مستوطنة معاليه أدوميم لانقاذها من "خطر الاخلاء" بسبب وجودها في منطقة محاطة بالقرى العربية حسب التصور الاسرائيلي. ويقطن هذه المستوطنة نحو 100 عائلة يهودية. وفي معاليه أدوميم نفسها، شرعت الحكومة الاسرائيلية ببناء 3500 وحدة استيطانية جديدة لتضاف الى ال 7000 الوحدة القائمة، وذلك تنفيذا لما وعد رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك به سكان هذه المستوطنة خلال جولة قام بها قبل اسبوعين. وفي مقابل اقل من سبعة في المئة من أراضي الضفة التي نقلت الدولة العبرية الصلاحيات الادارية فيها للسلطة الفلسطينية وفقا لاتفاق شرم الشيخ، قامت اسرائيل بالاعلان عن 20 قي المئة من الضفة ك"مناطق عسكرية مغلقة" من الشمال حتى الجنوب. وأعلن خلال الاسابيع الثلاثة الماضية عن الشروع في بناء أكثر من 6500 وحدة استيطانية جديدة في العزيز من المستوطنات بمن فيها المستوطنات القائمة في قطاع غزة. وشرعت جرافات المستوطنين أمس بتجريف أرض "المواصي" قي رفح في المنطقة الواقعة بين مستوطنتي عتصونا وبيت سيديه. وقالت مصادر فلسطينية أن الهدف من علميات التجريف ربط المستوطنتين بعضهما مع بعض.