لم يكن أهالي مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ شمال الدلتا يتوقعون أن الطفل الذي قضى طفولته وشبابه بينهم، أحمد زويل سيحصل في يوم من الأيام على جائزة نوبل في الكيمياء. ففي مدينة دسوق الصغيرة حصل زويل على الشهادات الابتدائية والاعدادية والثانوية قبل أن يلتحق بكلية العلوم جامعة الأسكندرية ويحصل على البكالوريوس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. هذا ما جعل مدينة دسوق تتحول امس الى فرح كبير بعد اعلان فوز زويل بنوبل وتحول منزل شقيقته سهام إلى ملتقى للمهنئين من انحاء المدينة والقرى المجاورة لها، وتتحدث عن شقيقها قائلة إن زويل أصبح رب العائلة بعد وفاة والدها العام 1992 على رغم انه يقيم في الولاياتالمتحدة الاميركية فلم تنقطع اتصالاته بأسرته يسأل عنهم ويساعدهم، خصوصاً والدته التي تقيم حالياً في مدينة الاسكندرية. وتضيف سهام ان لها شقيقة أكبر منها تدعى هانم تعيش في الاسكندرية وشقيقة اصغر منها تدعى نعمة وتعيش معها في دسوق، وتشير الى أن الصغرى تعمل محاسبة، أما نعمة فربة منزل، بينما سهام اخصائية اجتماعية في مدرسة مصطفى كامل الابتدائية في دسوق. وتقول سهام إن والدتهما عندما كانت حاملاً بأحمد وشعرت بآلام الولادة ذهبت الى مدينة دمنهور حيث كانت تقيم جدتها لتلد هناك وبالفعل ولدت أحمد زويل يوم 26 شباط فبراير 1946، وبعدها عادت لتقيم في منزلها بحارة الاشراف في دسوق في جوار المسجد الابراهيمي الذي يعتبر من معالم دسوق السياحية ولذلك تربى زويل تربية دينية وكان يعشق التردد على مسجد الدسوقي والصلاة فيه. وتكشف سهام عن ان شقيقها أثناء دراسته في المرحلة الابتدائية كان يكتب لافتة يعلقها على باب حجرته يكتب عليها "الدكتور أحمد زويل" وكأنه كان يتنبأ بالحصول على الدكتوراه ونوبل بعد ذلك. وهو حصل على الابتدائية في مدرسة النهضة الابتدائية في دسوق وعلى الاعدادية من مدرسة ورشابه في نفس المدينة والثانوية من مدرسة دسوق الثانوية، وحصل من جامعة الاسكندرية على البكالوريوس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف العام 1967 وبعدها حصل على الماجستير عن بحث بعنوان "في علم الاطياف" وبعدها سافر الى الولاياتالمتحدة الاميركية وواصل مشواره العلمي. تؤكد شقيقته الصغرى نعمة أن اسرته كانت تشعر بافتقاده بعد سفره الى الخارج لاستكمال دراسته في الولاياتالمتحدة الاميركية لكن سؤاله المستمر عنهم جعلهم ينسون كل شيء، وكان لحضوره في شهر حزيران يونيو العام 1998 تأثير كبير على اسرته التي شعرت بأهمية الرسالة العلمية التي يؤديها للعالم، خصوصاً أنه أثناء تلك الزيارة كان يذهب لكل مكان قضى فيه طفولته، خصوصاً حارة الأشراف التي قضى فيها طفولته، وحي المستعمرة في دسوق الذي انتقلت الأسرة للإقامة فيه أثناء دراسته الاعدادية، فكان يشعر أنه "أخو البنات" الثلاث ولا تتوقف اتصالاته الهاتفية للسؤال عنهن وعن والدته التي ذهبت للإقامة في الاسكندرية. وإذا كان محافظ كفر الشيخ المستشار محمود ابو الليل اطلق اسم زويل على المدرسة الثانوية في دسوق اثناء زيارته العام الماضي للمدينة، واطلق محافظ البحيرة الدكتور فاروق التلاوي اسمه على احد الشوارع الرئيسية في مدينة دمنهور التي ولد فيها العام الماضي، فهما أيضاً أكدا ان أنهما سيقيمان له حفلات كبيرة عند حضوره الى مصر في أقرب زيارة لتهنئته والتعبير عن فرحة أهالي المحافظتين به. هذا ما دفع عميد عائلة زويل في دمنهور محمد عبدالعزيز زويل إلى التأكيد أنه تم إشهار جمعية باسم "آل زويل" في الاسكندرية ويمكن لأي شخص الانضمام إليها.