أكد المتكلمون في المؤتمر الثالث للجالية العربية في بريطانيا على ضرورة التزام الواقعية والتركيز على الأهداف اذا أرادت الجالية تقوية تأثيرها الثقافي والاقتصادي والسياسي على المجتمع البريطاني. وقال رئيس بعثة الجامعة العربية في لندن السيد غيث أرمنازي في كلمته: "علينا ان لا ننساق، مثلما فعلنا في الماضي، الى وضع قائمة طويلة من التوصيات البعيدة عن الواقع. ان الأفضل بكثير التركيز على عدد محدود من الأهداف الممكنة التحقيق، لكي نستطيع عندما نعود الى الاجتماع النظر بعين الرضى الى ما أحرزنا من تقدم". وقام بتنظيم المؤتمر الذي يستمر يومين مكتب الجامعة العربية في لندن مشتركاً مع النادي العربي في بريطانيا، وانعقد صباح أمس في جامعة وستمنستر في وسط لندن. وانقسم المشاركون بعد جلسة الافتتاح الى أربعة فرق عمل، ناقش كل منها تقريراً منفصلاً أعده خبراء عن واحد من أربع قضايا رئيسية، هي: الهوية الثقافية والعناصر الاقتصادية ودور العرب في الحياة السياسية البريطانية ومستقبل الجالية العربية. وتقدم فرق العمل الأربعة استنتاجاتها وتوصياتها الى الاجتماع العام الذي ينعقد اليوم الأحد. وقال مدير مجلس تحسين العلاقات العربية كابو السير سيريل تاونسند في كلمته الى المؤتمر أمس: "سيصل عدد أفراد الجالية العربية في المملكة المتحدة قريباً الى نصف مليون شخص، وهناك اضافة اليهم ما لا يقل عن 1.2 مليون مسلم. مع ذلك لا نجد عضواً عربياً واحداً في مجلسي اللوردات أو العموم، ويصعب تعداد أكثر من خمسة اعضاء في مجالس بلدية في بريطانيا". وقارن ذلك بوضع الجالية اليهودية التي لا تتجاوز 300 ألف نسمة وتعاني من الانكماش المستمر بسبب الزواج خارجها، لكن ذلك لا يمنع الصهاينة من ممارسة نفوذ كبير في البرلمان والحكومة والإعلام. ولاحظ مدير المؤتمر السيد ضياء الفلكي في كلمته التطورات التي شهدها وضع الجالية منذ المؤتمر الأول في 1993، خصوصاً تشكيل الروابط المحلية العربية وجمعيات الحقوقيين والمصرفيين والأطباء والمهندسين العرب. وقال: "تم انجاز الكثير، لكن، لم نحقق بعد حلماً كبيراً وهو اقامة البيت العربي كقاعدة حقيقية يمكن منها توجيه النشاطات". وتكلم في الاجتماع ايضاً عميد السفراء العرب في لندن سفير الامارات العربية المتحدة السيد عيسى صالح القرق داعياً أفراد الجالية الى "الاستعداد لاتخاذ مكانكم في المجتمع البريطاني كبريطانيين وليس أجانب أو زواراً عابرين". وعبّر عن "الارتياح في شكل خاص الى ادراككم أن مهمتكم المباشرة هي لعب دوركم في الحياة السياسية لهذا البلد. وعليكم أن تهدفوا الى احتلال الموقع نفسه في الحياة البريطانية الذي احتلته جاليات أخرى". ودعت رئيسة النادي العربي السيدة ابتسام أوجي المؤتمر الى اتخاذ قرار بتشكيل لجنة لتنسيق نشاطات التجمعات العربية وتعزيز فاعليتها تجاه المشاكل المشتركة. وكان المفترض ان يتكلم في الاجتماع النائب البريطاني الآسيوي الأصل المولود في عدن كيث فاز. لكنه أوضح في رسالة قرئت في الاجتماع ان رئيس الوزراء توني بلير عيّنه الاثنين الماضي وزيراً في وزارة الخارجية لشؤون أوروبا وأن عليه تبعاً لذلك مرافقة رئيس الوزراء الى القمة الأوروبية في فنلندا. وقال انه يأمل بحضور القسم المتأخر من الاجتماع وايضاً الحفلة الموسيقية لعازفي العود أحمد مختار وعمر منير بشير.