على رغم السلبيات التي رافقت انعقاد المجلس الاستشاري الدائم للجالية العربية في المملكة المتحدة، فان مجرد اجتماع نخبة من ابناء هذه الجالية والتحضير للمؤتمر العام الثالث يعتبر خطوة الى الامام نحو اقامة كيان حي يحافظ على الهوية الحضارية والثقافية للمغتربين العرب ويفسح المجال لهم للقيام بدور فاعل على مختلف الاصعدة وايصال صوتهم الى الجهات الرسمية والشعبية والاعلامية كافة. وقد حرصت خلال افتتاح الجلسة الأولى على التركيز على وجوب الحذر وتجنب وضع العربة امام الحصان والابتعاد عن حساسيات السياسة العربية والخلافات المزمنة حتى يتم الالتفات لبناء الكيان والدفاع عن مصالح ابناء الجالية وتطلعاتهم لأن السياسة ما دخلت في أمر أو شأن من شؤون حياتنا الا وأفسدته. ولكن هذا لا يمنع من ان يتحول هذا الكيان في المستقبل الى "لوبي عربي" يحسب له حساب في بريطانيا، خصوصاً ان ألوف المواطنين العرب قد حصلوا على الجنسية البريطانية وانخرطوا في الحياة العامة في البلد المضيف. وكانت رعاية مجلس السفراء العرب ممثلاً بعميد السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي وسفير لبنان الدكتور محمود حمود ورئيس بعثة جامعة الدول العربية الاستاذ غيث أرمنازي للاجتماع بمثابة قوة دفع تبشر بنتائج طيبة. كما اغنى الحوار حضور المفكر كلوفيس مقصود وزوجته الدكتورة هالة التي قدمت بحثاً عن تجربة الجالية العربية في الولاياتالمتحدة. وقدمت لهذا الاجتماع بكلمة اخترت منها هذه الفقرات للتدليل على أهمية مثل هذه الخطوة الرائدة. فمنذ سنوات طويلة، ونحن نحلم بكيان يلتف من حوله ابناء الجالية العربية، وأقول جالية لا جاليات وبمظلة وارفة نستظل جميعاً بخيرها فنتعارف ونتعاون على الخير والمحبة ونتضامن ونعبر عن وحدتنا وتطلعاتنا المشتركة وندافع عن مكتسباتنا وهويتنا الثقافية والحضارية والاجتماعية في ظل القوانين والانظمة المرعية في هذا البلد المضياف. ومنذ سنوات ونحن ننادي بانشاء البيت العربي الذي يجمع ولا يفرق، يصون ولا يبدد، ليكون مرجعاً لنا جميعاً وموئلا ومركزاً للالتقاء وتعزيز الاواصر والروابط، ومناورة للاجيال الصاعدة حتى نخفف من آلام الغربة ونكون مثالاً يحتذى لما يجب ان يسير عليه ابناء امتنا من المحيط الى الخليج. ويجب ان نعترف بأن المسيرة تعثرت منذ العام 1990، وان المصاعب كثيرة، والاستجابة خافتة ان لم أقل انها تمثل اللامبالاة من قبل الاغلبية! ولولا همة المخلصين وتفاني النخبة لما وصلنا الى هنا، ولما انعقد هذا الاجتماع الخيّر، ولما شاهدنا انعقاد المؤتمرين الأول والثاني للجالية. واغتنم هذه الفرصة لأناشد ابناء الجالية العربية، وكل عربي، المساهمة في هذه الخطوة الرائدة. كما أناشد القادة العرب ومجلس السفراء ورجال الاعمال وكل انسان مقتدر، ان يسارع لدعم هذا الانجاز الحضاري الذي نبنيه لابنائنا وأحفادنا ليكون صرحاً عربياً يستمر على مدى الاجيال. وعلى رغم حدة النقاشات التي دارت خلال الاجتماع فقد توافر اجماع على ضرورة عقد مؤتمر الجالية الثالث في لندن في 21 و22 تشرين الثاني نوفمبر من العام الجاري لبحث وسائل تفعيل النشاط العربي وولادة الهيكلية التنفيذية وآلة العمل المستقبلي... والى الغد. لقطة الكلمة في أبواب الحكمة لها آلاف المعاني وفي الحكم العربية لكل كلمة موقع ولكل مقام مقال: فأعظم كلمة هي الله، وألمع كلمة هي المسجد، وأقوى كلمة هي الحق، وأعذب كلمة هي الوطن، وأكبر كلمة هي الجيش، وأطهر كلمة هي الدين، واخر كلمة هي الموت، وأسرع كلمة هي الوقت، وأوسع كلمة هي الحب، وأحلى كلمة هي السلام، وأطول كلمة هي الأبد، وأعز كلمة هي الأهل، وأعمق كلمة هي النفس، وأقرب كلمة هي النصر.