كتبت قبل سنتين عن قرار بإغلاق مجلة "ميدل ايست انترناشونال" التي تصدرها مجموعة من أبرز اصدقاء العرب البريطانيين، من سياسيين وصحافيين وغيرهم، بعد ان وقعت في عجز زاد على مئتي ألف جنيه استرليني. وتلقيت فوراً مكالمة هاتفية من مسؤول عربي بارز قال انه سيدفع المئتي الف جنيه من جيبه، ووصل المبلغ بالفعل خلال ايام وانقذت المجلة الراقية، وهي لا تزال تصدر بقوة. أذكر من تلك المكالمة الهاتفية انها جاءت وفي مكتبي الصديق عفيف صافية، سفير منظمة التحرير الفلسطينية في لندن. وهو سمع رجلاً واحداً يتبرع بمئتي ألف جنيه، وكان يعرف انه من أبرز مؤيدي القضية الفلسطينية فسألني لماذا لا يتبرع لدعم السفارة هو يدعم القضية مباشرة فهي تعاني من عجز مالي دائم. وأذكر انني قلت للسفير الفلسطيني انني كتبت 25 سنة قبل ان يأتي من يتبرع بمئتي ألف جنيه، ولعلي أكتب 25 سنة اخرى قبل ان أسمع الرقم هذا مرة اخرى. غير انني وجدت نفسي، ولم تمضِ سنتان على ذلك المقال، اكتب الاسبوع الماضي داعياً لدعم مجلس تحسين التفاهم العربي - البريطاني كابو، وهو ايضاً يضم افضل اصدقاء العرب في السياسة البريطانية، وايضاً بحاجة الى مئتي ألف جنيه. كتبت المقال الاسبوع الماضي فلا أعيد شيئاً منه، الاّ انني أقول انني تلقيت فوراً اتصالات مشجعة جداً، كان أولها من مسؤول صديق في الرياض، وكان آخرها صباح اليوم اكتب الاثنين، وهو ما دفعني الى طرق الموضوع مرة اخرى، ففي اتصال هاتفي من الكويت سألني صديق ان كان المبلغ جُمع فعلاً، او لا تزال هناك حاجة. لم يتبرع أحد بالمئتي ألف جنيه كلها هذه المرة. وبصراحة فلا أعرف حجم المبلغ الذي جُمع لأنني أعطيت كل من اتصل بي عنوان مجلس "كابو" ورقم حسابه، ليتم التحويل مباشرة اليه. ما أعرف هو اننا في سباق مع الوقت فمنذ كتابة مقالي الاول اصدر مجلس "كابو" بياناً يدعو الى اجتماع طارئ في 22 نيسان ابريل لتحويل المجلس من هيئة محترفة الى منظمة تطوّعية اعتباراً من اول تموز يوليو. وهذا يعني ان الهيئة الرسمية القائمة تُحل، وتدفع تعويضات للموظفين العاملين، وبعضهم الأفضل في ميدانه، ثم يُترك للأعضاء ان يحاولوا دعم القضايا العربية كل على طريقته كهواة، فيصبح عملهم هواية لا حرفة. ومرة اخرى، أنصار القضايا العربية في بريطانيا لم يخذلونا، وانما نحن سنخذلهم اذا تخلينا عنهم، وبعضهم ضحّى بمستقبله السياسي منذ ربط اسمه بالعرب وقضاياهم، ولم يندم. غير ان ادارة هيئة رسمية يكلّف مالاً يبدو ان العرب يفضّلون انفاقه في سبل اخرى. وقال السير سيريل تاونسند في دعوته الى الاجتماع الطارئ: "ان موت كابو سيكون حدثاً سيئاً جداً فهو يأتي مع انهيار عملية السلام في الشرق الاوسط، ومن دون حلّ المسألة العراقية، مع لعب بريطانيا دوراً مهماً في القضيتين. ونهاية كابو تعني غياب اي هيئة رسمية عاملة في بريطانيا لدعم المصالح العربية وفهم العالم العربي في البرلمان البريطاني والحكومة ووسائل الاعلام والمدارس… فيما الحاجة ماسة الى مثل هذين الدعم والفهم". ونرجو ألا يحدث هذا والاصدقاء الذين اتصلوا بي أبدوا إصرارهم على بقاء "كابو" لذلك اكتفي اليوم بتسجيل عنوان "كابو" ورقم الحساب، حتى اذا شاء أحد التبرع فهو يستطيع ان يُرسل أي مبلغ يريد الى المجلس مباشرة، وسأعود الى القراء في المستقبل بالنتيجة: BARCLAYS BANK PLC 77 GLOUCESTER ROAD LONDON SW7 4SS SORT CODE 20-80-14 CAABU ACCOUNT No 90288799