اعتبرت وزارة الدفاع الاميركية اعلان حال الطوارئ في باكستان "خطوة في الاتجاه السيئ"، فيما اعرب الرئيس بيل كلينتون عن امله في أن يتحوّل الحكم العسكري قريباً إلى حكم مدني والا يتخذ خطوات تزيد من التوتر مع الهند. وشددت الادارة الاميركية على انها فوجئت بقرار نواز شريف اقالة قائد الجيش، الأمر الذي أدى الى الانقلاب، فيما واجهت انتقادات عنيفة في مجلس الشيوخ حيث اتهمت باتباع سياسة سيئة ادت الى اضعاف النفوذ الأميركي في باكستان، من خلال العقوبات وخفض مستوى العلاقات خصوصاً مع العسكريين. اعتبر الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون كينيث بيكون ان قرار قائد الجيش الباكستاني الجنرال برويز مشرف اعلان حال الطوارئ في باكستان يشكل "خطوة في الاتجاه السيئ"، معرباً عن الأمل في اتخاذ الاخير "تدابيراً لإعادة المسار الديموقراطي واجراء انتخابات" في بلاده. وحذر الرئيس بيل كلينتون النظام العسكري في باكستان من اتخاذ خطوات تزيد من التوتر مع الهند معرباً عن "الأمل في أن يتحوّل الحكم العسكري قريباً إلى حكم مدني". وقال مسؤولون أميركيون إنهم تلقوا في الأسابيع الأخيرة تحذيرات عديدة من تغيير كبير في باكستان، لكنهم شددوا علي انهم فوجئوا بقرار رئيس الوزراء المخلوع نواز شريف اقالة قائد الجيش الجنرال برويز مشرف، الأمر الذي أدى الى الانقلاب. وواجه مساعد وزير الخارجية لشؤون جنوب شرقي آسيا كارل اندرفورث انتقاداً عنيفاً في مجلس الشيوخ واتهم ب"فقدان" العلاقات مع باكستان من خلال معاقبتها واهمالها وعزلها سياسياً على مدى سنوات. ومثل اندرفورث امام اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأدنى وجنوب شرقي آسيا. وهاجم رئيس اللجنة سام براونباك سياسة الادارة وقوانين الكونغرس تجاه باكستان التي أدت حسب قوله الى "اضعاف النفوذ الأميركي هناك". ووافق اندرفورث على "الحاجة الى المزيد من التعامل مع باكستان". وأضاف:"من الواضح ان ما يقرب من عقد من العقوبات خفض من مستوى التعامل، من ضمن ذلك علاقاتنا البالغة الأهمية مع العسكريين". وقال إن خمسين في المئة من قادة باكستان العسكريين تلقوا تدريبهم سابقا في الولاياتالمتحدة، فيما انخفضت هذه النسبة الآن بفعل العقوبات الى حوالى عشرة في المئة. وذكر ان على رأس اولويات الادارة الأميركية حالياً "ان يسلّم الجنرال مشرف السلطة الى حكومة مدنية يقودها تكنوقراطيون، أي قادة غير سياسيين، مهمتها تسيير الأمور مدة ستة أشهر الى سنة واجراء الانتخابات بعد ذلك، بل نرغب ان نرى الانتخابات خلال فترة أقرب اذا كان هذا هو اتجاهه مشرف". وأوضح ان واشنطن ستضغط على باكستان لإلغاء حال الطوارئ والعودة الى الحكم المدني أو مواجهة المزيد من العزلة على الصعيد الدولي. وكشف ان العديد من السياسيين الباكستانيين، من بينهم رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو والقطب السياسي عمران خان، "توافدوا على واشنطن خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة وأجمعوا على تردي الوضع السياسي والاقتصادي تحت ادارة حكومة نواز شريف. لكننا ابلغنا المعارضة والحكومة على حد سواء معارضتنا اتخاذ أية خطوة غير دستورية ضد حكومة منتخبة". وقال إن واشنطن "شجعت الحكومة الباكستانية على السماح للمعارضة بالتظاهر السلمي والتعبير عن رأيها دون عوائق وكذلك احترام حرية الصحافة. لكن نواز شريف قرر فجأة الثلثاء الماضي ولأسباب نجهلها، اقالة الجنرال مشرّف، ما ادى الى التحرك العسكري". واعتبر ان من أسباب تردي العلاقة بين شريف والجيش، الحل المهين من وجهة نظر العسكريين لأزمة كارغيل. لكن المسؤول الأميركي أكد على تأييده للحل، مشيراً الى ان "الخطأ كان في شن الهجوم أصلا". من جهة أخرى، استبعد سفير أميركا السابق الى الهند فرانك وزنر العلاقة بين الانقلاب واحداث كارغيل. وقال ل"الحياة" إن "سبب الانقلاب ليس الخلاف على السياسات بل على المؤسسات والشخصيات والادوار". كما رفض وزنز الرأي القائل إن اصرار واشنطن على تعاون باكستان في الحرب على الارهاب وعزل حكومة "طالبان" والانسحاب من كارغيل، امور أدت الى اضعاف شريف واسقاط حكومته. وقال ان "من الصعب ربط الولاياتالمتحدة" بالحدث. ووزنر حاليا مسؤول تنفيذي في شركة "أي آي جي" العالمية للتأمين. المزيد من العقوبات لكن ما يبدو نقداً ذاتياً في واشنطن، لم يمنع الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت من الاعلان ان الولاياتالمتحدة تدرس امكان فرض عقوبات على باكستان. واضاف ان السفير الاميركي في اسلام آباد وليام ميلام التقى امس على مدى ساعتين الجنرال مشرف ليبلغه قلق واشنطن وموقفها. واوضح الناطق ان الجنرال مشرف ابلغ السفير الاميركي انه سيتوجه الى الباكستانيين خلال نهاية الاسبوع. كما اعلن من جهة اخرى، ان الرئيس بيل كلينتون تطرق الى الوضع في باكستان والى القضايا النووية خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي.