قال رئيس اتحاد منتجي البرامج التجارية "بي. إس. إيه" روبرت هولمان إن الشبكة الدولية للمعلومات "انترنت" تعاني حالياً من تزايد كبير في نشاط القرصنة على البرامج، إذ ارتفع إجمالي عدد مواقع الانترنت المستخدمة للنسخ غير القانوني من البرامج الاصلية من 900 ألف موقع في العام الماضي الى نحو مليوني موقع حالياً. وأكد أن هذا الأمر يهدد استثمار تطوير الشبكة كأحدث وسائل نقل المعلومات والبيانات وتوقف كل الأنشطة الخاصة بدعم التجارة الالكترونية على الانترنت، مادام لم تتوفر الحماية الكافية لحقوق الملكية الفكرية للشركات المطورة للانترنت. وقال هولمان - في ندوة عن القرصنة والانترنت عقدت أخيراً في القاهرة إن "الآثار السلبية الناجمة عن القرصنة لم تعد مقصورة فقط على الشركات العاملة في مجال إنتاج البرمجيات، وإنما تمتد أيضاً الى كل قطاعات الاقتصاد القومي والعالمي، لا سيما أن أجهزة الحاسب الآلي باتت الآن قاسماً مشتركاً وأساسياً في تطوير العملية الانتاجية والإدارية". وأشار الى أن إجمالي الخسائر الاقتصادية المباشرة الناجمة عن تزايد نشاط القرصنة في مصر بلغ نحو 10 ملايين دولار خلال العام الماضي، علاوة على الخسائر غير المباشرة لاقتصادات الدولة والمتمثلة في انخفاض عوائد الضرائب على نشاط بيع برامج الحاسب الآلي القانونية، وضياع العديد من فرص العمل الممكن توفيرها في حالة وجود حماية فعالة وصارمة لحقوق الملكية الفكرية في مجال البرمجيات، بل وخروج الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال البرمجيات من السوق بسبب الخسائر الناجمة عن القرصنة. من جهته قال عضو مجلس ادارة جمعية الحاسب الآلي رئيس مجلس إدارة شركة "كميت في مصر" توفيق الرشيدي: إن "من أهم الخسائر الناجمة عن ظاهرة القرصنة عدم قدرة شركات البرمجيات المحلية على تطوير برامجها وتوفير إصدارات جديدة منها نظراً لانعدام العائد المادي على ما تم استثماره في إنتاج البرامج التي يتم نسخها من قبل القراصنة". وطالب بضرورة استجابة الأجهزة والمؤسسات الحكومية "كأكبر مستهلك محلي للبرامج" للدعوة التي نادى بها الرئيس مبارك بتكثيف الاعتماد على البرامج الاصلية ولا سيما البرامج المنتجة محلياً لتوفير الطلب اللازم لتنمية ودعم صناعة البرمجيات.