يبدأ يوم الاثنين المقبل الاقتراع الرسمي لانتخاب مدير عام جديد لمنظمة ال"يونيسكو" في باريس للسنوات الست المقبلة، خلفاً لفيديريكو مايور الذي يحتل هذا المنصب منذ 12 عاماً. وقد تقدم لهذه الانتخابات 11 مرشحاً هم الدكتور غازي القصيبي مرشح المملكة العربية السعودية تبنت ترشيحه دول الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وروزاريو مانالو مرشحة الفيليبين، وسيناكي دياس بندارانياكيه مرشح سريلانكا، وكويتشيرو ماتسورا مرشّح اليابان، واسماعيل سراج الدين مرشح بوركينا فاسو وهولندا، وايون كراميترو مرشح رومانيا، وماكمينان مكاجينزار مرشح اندونيسيا، ولورانس كارينغتون مرشّح توباغو، وغاريت ايفانس مرشّح استراليا، وبال باتاكيه مرشح هنغاريا، ودانيال جانيكو مرشّح جورجيا. ويُذكر هنا ان قانون ال"يونيسكو" يسمح لأي دولة بأن تقدّم مرشحاً من دولة اخرى وهذا ما حصل مع المصري سراج الدين والترينيدادي كارينغتون والفرنسي جانيكو. ومعركة انتخابات ال"يونيسكو" بدأت قبل اسابيع طويلة في كواليس المنظمة الدولية، فكل مرشّح يعمل على استقطاب الدعم من الدول الأعضاء وتأمين اكبر عدد من الاصوات، وقد برزت في الفترة الاخيرة اسماء اربعة مرشحين يتقدمون على الآخرين هم: السعودي القصيبي سفير المملكة في لندن منذ 1992 والياباني ماتسورا الذي يعمل كسفير لبلاده في فرنسا منذ سنة 1994، ، والمصري سراج الدين نائب رئيس البنك الدولي، وايفانس وزير خارجية استراليا سابقاً. وحسب مصدر مسؤول في المنظمة، اصبح الصراع الأساسي يدور حالياً بين هؤلاء المرشحين الاساسيين وبشكل خاص بين القصيبي وماتسورا. ويقال ان ماتسورا القريب جداً من رئيس وزراء اليابان يحظى بدعم قصر الاليزيه وان الرئيس جاك شيراك وعد شخصياً كييزو أوبوشي، رئيس الوزراء الياباني، بدعم فرنسي للمرشح. ولكن التكهنات لا تزال قائمة اذ نشر بعض الصحف ان شيراك التزم لليابان دعم بلاده في الدور الأول وان فرنسا ستدعم السعودية في الدور الثاني. وفي هذا الاطار، يبقى موقف فرنسا ذا تأثير كبير بالنسبة الى الدول الفرنكوفونية والدول الافريقية. ومن جهته، يحظى القصيبي ايضاً بدعم المجموعة العربية داخل ال"يونيسكو"، وقد تلقى اخيراً تزكية لترشيحه من السيناتور الاميركي جورج ميتشل الحائز على جائزة "فيليكس هوفويت بوانييه للسلام" من ال"يونيسكو" عام 1998، وأشارت معلومات من داخل المنظمة الى ان باكستان والسنغال ملتزمتان للقصيبي. اما سراج الدين فأصبحت مصر داعمة له بشكل أوضح من ذي قبل، وكذلك السويد اذ حظي بتوقيع عدد كبير من الحائزين على جائزة نوبل للسلام، في حين ينشط ايفانس في الأوساط الانكلوفونية وكذلك الآسيوية، ويرجّح ان يحظى بدعم بريطانيا. ويبدأ الدور الأول من هذه الانتخابات المرتقبة باهتمام كبير بعد ظهر الاثنين في 18 تشرين الأول اكتوبر الجاري، عندما يجتمع المجلس التنفيذي للمنظمة الساعة الثالثة. ومن المفترض ان تعرف النتائج الأولية بحدود الساعة الخامسة اذ تُفرز الاصوات مباشرة من جانب لجنة خاصة يختارها المجلس التنفيذي من بين اعضائه وفي حضور المستشار القانوني لل"يونيسكو". ويضم المجلس التنفيذي للمنظمة 58 دولة من ست مجموعات جغرافية ممثلة في المنظمة: مجموعة دول اوروبا الغربية، ومجموعة دول اوروبا الشرقية، ومجموعة اميركا اللاتينية، والمجموعة الآسيوية والمجموعة الافريقية والمجموعة العربية التي تمثلها ست دول في المجلس التنفيذي هي: لبنان، اليمن، السعودية، مصر، ليبيا ودولة الامارات. ومن اجل الفوز، يجب ان يحصل المرشح على نصف عدد اصوات المجلس التنفيذي زائد واحد اي على 30 صوتاً، وإذا توصّل الى هذا العدد في الدور الأول تنتهي القضية ببساطة ويعلن عن الفائز فوراً، ولكن اذا لم يحصل ذلك - وغالباً لا يحصل - يبدأ الدور الثاني، وثم الثالث فالرابع. ويشير المصدر في المنظمة الى ان المرشح الذي يحصل على صوت او صوتين فقط في الدور الأول يمكنه الانتقال الى الدورات الاخرى. وإذا لم يُحسم الأمر في الدور الرابع ولم يحصل اي مرشّح على الغالبية، فيُحدّد الدور الخامس الذي يكون حاسماً بين المرشحين الاثنين اللذين حصلا على اكبر عدد من الاصوات. ويقول المصدر المطّلع في ال"يونيسكو" انه عندما تبدأ اجراءات الانتخابات، يبقى ادخال اي سيناريو آخر كتمديد ولاية المدير العام الحالي او تقديم مرشّح جديد بعيداً عن المحتوى الحقيقي لحياة المنظمة. وقبل بداية الانتخابات الحاسمة الأسبوع المقبل، قدم امس المرشحون الاحد عشر، كل على حدة، وجهات نظرهم الشخصية والأسباب التي تدفعهم للسعي الى هذا المنصب امام المجلس التنفيذي. بدأت المقابلات مع المرشح الاندونيسي وانتهت مع مرشح جورجيا وكان اعضاء المجلس اختاروا تراتب المقابلات خلال عملية اقتراع سرية. وقدم كل من المرشحين نفسه وأفكاره في كلمة استمرت عشر دقائق وأجاب عن الاسئلة المتعلّقة بمختلف مواضيع ال"يونيسكو" خلال مدة عشرين دقيقة. كل مجموعة جغرافية وجّهت اليه سؤالاً وكان ممثل لبنان في المجلس التنفيذي هشام نشابة، هو الذي طرح سؤال المجموعة العربية.