استميحك عذراً أيها الجد ربما سأنتقدك أو أعذرك وأنت في قبرك، هل حقاً خرجت من أرض الأجداد مهاجراً قبل مئة عام كما حدثتني جدتي. لقد اشفق عليك أبوك نورالدين لأن طفله الذي لم يتجاوز 15 عاماً كان يخرج وراءه سراً للقتال، وعذراً يا جدي أشعر بقرارة نفسي بأنك خرجت من أرض الأجداد الشيشان حفاظاً على النوع الإنساني لتلك البقعة من الأرض. لقد قارعت القياصرة الروس وشهدت أو سمعت بنفي الشيشان سنة 1944 متأخراً، وحدثتني جدتي بأنك ذهبت إلى القدس لتصلي في المسجد الأقصى وقبة الصخرة سنة 1952 ومكثت هناك أياماً عدة، وعند عودتك كنت أنا قد اتيت إلى الحياة فاستبشرت خيراً وأخبرتني عن مقولتك التي لا انساها أبداً، لن تصلوا إلى حفيدي أيها الروس لن تقتلوا حفيدي... واذكر يا جدي سنة 1957 بانك ربتّ على رأسي وقطرات الدمع تتساقط من عينيك، لقد عاد من تبقى من الشيشان إلى ديارهم من المنفى يا حسن وبعدها لمحتك تصلي شكراً لله. واليوم يا جدي تتكرر المأساة بأبشع صورة مما عهدت بتكنولوجيا حديثة، لا أستغرب يا جدي فلديهم أسلحة بيولوجية وجرثومية وذرية لتنسف الكرة الأرضية مرات عدة حتى أنهم سيقطعون جثتك عدة مرات قبل أن تتحلل... وإذا تحللت فلديهم الوسيلة للانتقام. وأيضاً يا جدي لديّ المزيد لأنهم يريدون الأرض وخيراتها فلديهم الوسيلة لملاحقة الأهداف من أقصى الأرض إلى أقصاها ولا تستغرب يا جدي بأن الصوت والبصمة وحتى لون البشرة وقبل هذا وذاك العقيدة كلها أهداف، ولن استغرب يا جدي إذا جاءت رصاصات عدة من موسكو عبر البحار والمحيطات وأبادت عائلتك التي طمحت ان تحفظ نوعها. ... وأخيراً يا جدي هل أدركت حجم المأساة، ولترقد روحك بسلام. حسن كتا - صويلح - الأرد