روما - أ ف ب، رويترز - أكد الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الايطالية الاميرال فولفيو مارتيني أمس الاثنين ان وصول الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الى السلطة مكان الحبيب بورقيبة كان خياراً ايطالياً. وروى ما وصفه ب"العملية الطويلة التى تكفلت بها السياسة الخارجية والاستخبارات الايطالية" فى هذا الاطار عام 1987. لكن رئيس الوزراء السابق بتينو كراكسي نفى أي دور إيطالي في وصول بن علي الى السلطة. ونقلت صحيفة "لا ريبوبليكا" الأحد عن مارتيني الذي تولى رئاسة الاجهزة السرية الايطالية بين عامي 1984 و1991، انه قال في تقرير امام لجنة برلمانية ايطالية في السادس من تشرين الاول اكتوبر الماضي ان روما تدخلت من أجل تأمين وصول بن علي الى رئاسة تونس بعد عزل الحبيب بورقيبة. وهو قال عن هذا الموضوع: "هذا صحيح. فقد استبدلت ايطاليا بن علي بالحبيب بورقيبة". واضاف: "كل شيء بدأ عام 1984 مع زيارة رئيس مجلس الوزراء الايطالي بتينو كراكسي للجزائر حيث كان الجزائريون القلقون في شأن تزايد انفلات الوضع فى تونس مستعدين للتدخل". وأضاف مارتيني في المقابلة ان الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد أبلغ كراكسي سنة 1985 أن بلاده تدرس غزو مساحة من الاراضي التونسية يعبرها خط انابيب الغاز الذى يربط الجزائربايطاليا لأنها تخشى ان يضر عدم الاستقرار في الدولة المجاورة بالمشروع. وتابع: "طلب مني كراكسي، في 1985، ان اتوجه الى الجزائر للقاء الاستخبارات الجزائرية ... وكان الهدف تجنب تدخل جزائري" فى تونس. وقال: "اعتباراً من هذه اللحظة بدأت عملية سياسية طويلة قامت بها الخارجية الايطالية ولعبت فيها الاستخبارات الايطالية دوراً بالغ الاهمية وارتأينا في النهاية ان بن علي كان الرجل الذي يمكنه ان يضمن استقرار تونس افضل من بورقيبة". وقال مارتيني: "عرضنا هذا الأمر على الجزائريين الذين تشاوروا مع الليبيين. وقمت انا شخصياً ببحث الامر مع الفرنسيين عن طريق مسؤول الاستخبارات الفرنسية فى حينه الجنرال رينيه انبو الذي تعامل معي بغطرسة وقال لي ان الايطاليين يجب الا يتدخلوا فى الشؤون التونسية". يذكر انه ليل السادس - السابع من تشرين الثاني نوفمبر 1987 عزل بورقيبة الذي اكدت شهادة صحية انه "عاجز جسدياً ونفسياً" عن ممارسة السلطة وتولى بن علي السلطة مكانه. ونفى رئيس الوزراء الايطالي السابق بتينو كراكسي الاحد المعلومات التي اشارت الى مشاركة الاجهزة السرية الايطالية في وصول الرئيس التونسي بن علي الى السلطة في 1987. واكد كراكسي في تصريح هاتفي لوكالة فرانس برس من مقر اقامته في الحمامات على بعد 60 كيلومتراً من تونس العاصمة حيث يعيش في المنفى: "لا وجود لاي مناورة او تدخل ايطالي في الاحداث التي اوصلت بن علي الى السلطة في 1987". واضاف رئيس الحزب الاشتراكي الايطالي السابق الذي كان رئيسا للحكومة في تشرين الثاني نوفمبر 1987، تاريخ تولي بن علي الحكم بعد تنحية الرئيس السابق الحبيب بورقيبة "ان كل كلام مغاير لا اساس له من الصحة". يذكر ان كراكسي 65 عاماً لجأ الى تونس منذ سنوات لان القضاء الايطالي يلاحقه لقضايا سياسية ومالية مختلفة، واصدر بحقه احكاماً بالسجن لمدة تزيد عن 25 سنة. وخضع كراكسي للمعالجة واجريت له اربع عمليات جراحية في تونس بسبب مضاعفات اصابته بمرض السكر.