أصيب عنصران من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، جروح أحدهما حرجة، فجر أمس في منطقة البقاع، شرق لبنان، حين أطلق مسلحون النار على سيارتهما، في حادث قالت مصادر أمنية رفيعة ل «الحياة» إنه يعود الى مواصلة الجهاز الأمني تعقب ما تبقى من مشاركين وضالعين في خطف السياح الأستونيين السبعة في آذار (مارس) الماضي، والذين أفرج عنهم في 14 تموز (يوليو)الماضي، في منطقة البقاع. وذكرت المصادر أن فرع المعلومات أخذ تدابير منذ انتهاء عملية خطف الأستونيين لمراقبة بعض المناطق وملاحقة بعض الأشخاص في بعض مناطق البقاع، تحسباً لحصول عمليات خطف جديدة لسياح أجانب في المنطقة، ولإلقاء القبض على فارين من وجه العدالة، من الذين شاركوا في خطف الأستونيين السبعة، وعددهم 16 وقبض على 10 منهم، فيما بقي الآخرون، المعروفو الهوية، متوارين. وأفادت المعلومات بأن بعضاً من المشتبه بعلاقتهم بعملية خطف الأستونيين، وهويتهم معروفة، هم الذين أطلقوا النار فجر أمس على الدورية في منطقة جلالا، في البقاع الأوسط، مستخدمين سيارة سرقوها قبل أقل من ساعة من منطقة البقاع الغربي. وأوضحت المصادر ان الجناة أحرقوا السيارة المسروقة التي استخدموها في الهجوم للحؤول دون رفع البصمات أو أي آثار عنها. وقامت قوى الأمن الداخلي بعمليات دهم وتعقب للمجموعة. على الصعيد السياسي تواصلت أمس اللقاءات الرسمية والسياسية مع البطريرك الماروني بشارة الراعي لاستيضاحه المواقف التي أعلنها في باريس الأسبوع الماضي، والمتعلقة بتخوفه من أن يدفع المسيحيون ثمن وصول «الإخوان المسلمين» الى الحكم في سورية ومن تحالف السنّة فيها مع سنّة لبنان ومن مخططات تقسيم المنطقة الى دويلات طائفية... فزاره أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مقره في الديمان شمال لبنان، بعد ان كان زاره أول من أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي أكد أن الراعي نقل الى فرنسا هواجس المسيحيين. وأشار المكتب الإعلامي لميقاتي الى انه رأى خلال لقائه مع الراعي وعدد من المطارنة والرؤساء العامين للرهبانيات المارونية أن لا مصلحة للبنان في الدخول في المحاور الإقليمية. وأوضح أنه يلتقي مع البطريرك في التخوف من محاولات تفتيت العالم العربي لدويلات مذهبية. وذكر البيان ان ميقاتي شدد على أن «المسلمين السنّة في المنطقة العربية يشكلون الأكثرية». ودعا الى «عدم التعميم في مقاربة ظاهرة التطرف، وفي لبنان شكّل السنّة الشريك الإيجابي في بناء الاستقلال». وأوضح مكتب ميقاتي أن الراعي نقل اليه أجواء محادثاته في فرنسا حيث «عبّر عن هواجس اللبنانيين وأبناء المنطقة مما يجري من تحولات تأخذ طابعاً عنيفاً يولد الاضطرابات... وشدد المجتمعون على أن حاضرنا ومستقبلنا لا يجوز لأحد، فئة سياسية أو طائفة أن يحتكرهما لنفسه على حساب الآخرين».