ترغب فنزويلا في عرض 30 مشروعاً جديداً أغلبها في قطاع النفط والطاقة بقيمة ثلاثة بلايين دولار على المستثمرين الآسيويين لحفزهم على القدوم إلى أراضيها والاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة المتاحة لديها. وبدأ الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز زيارة رسمية إلى الصين مساء أمس لهذا الغرض، في مستهل جولة واسعة النطاق تستغرق 22 يوماً، وينتظر ان تشمل تسعة بلدان في كل من آسيا وأوروبا. ويرافق شافيز وفد كبير مؤلف من أربعة وزراء ورئيس هيئة السياحة ورئيس شركة الألومنيوم الوطنية ورئيس شركة بترول فنزويلا، بالإضافة إلى عدد كبير من المستشارين الاقتصاديين وأكثر من 50 من كبار رجال الأعمال الفنزويليين. وترمي زيارة الرئيس الفنزويلي في المرتبة الأولى إلى اقناع الدول الآسيوية السبع التي تشملها الجولة بزيادة حجم مبادلاتها مع فنزويلا وحمل القطاع الخاص فيها، في صورة خاصة، على الدخول في 30 من المشاريع الاقتصادية التي يحملها في جعبته والتي تفوق قيمتها ثلاثة بلايين دولار. وكان المسؤولون الحكوميون انشغلوا على مختلف مستوياتهم خلال الأيام الماضية بإعداد برنامج الزيارة وتهيئة ملفات المشاريع والعقود والاتفاقات التجارية التي ستبحث خلال الجولة الطويلة التي حظيت بتغطية واسعة النطاق في الاعلام المحلي وكانت موضوع خطابات عدة ألقاها الرئيس شافيز نفسه. وقاد الرئيس الفنزويلي، منذ انتخابه قبل ثمانية شهور ونصف الشهر، جولات عدة واسعة النطاق إلى أميركا الشمالية والجنوبية والوسطى وأوروبا، لإقناع محاوريه بضرورة تقديم مزيد من الدعم الاقتصادي لخطط التعافي المالي والصناعي التي يضعها مع مساعديه. وتبذل السلطات الفنزويلية جهوداً كبيرة لحفز قدوم المستثمرين بعد التدهور الاقتصادي الذي عانتة منه البلاد في ظل انخفاض سعر النفط مطلع السنة الجارية ووصل سعر برميل نفط فنزويلا إلى سبعة دولارات للبرميل الواحد، في وقت يُسجل فيه ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في البلاد، على رغم غناها بالثروات الجوفية والطبيعية. ومن المنتظر أن يزور الوفد الفنزويلي الكبير الصين ثم اليابان وكوريا الجنوبية ومنطقة هونغ كونغ الإدارية وماليزياوسنغافورة والفيليبين على أن تتواصل الجولة بعد ذلك أربعة أيام في فرنساواسبانيا. مادة "اوريمولسيون" ويرغب الوفد في إثارة اهتمام المستثمرين في الدول الآسيوية بالمشاريع المتاحة في فنزويلا لمعالجة مادة "اوريمولسيون" النفطية وفي مجال تقنيات الطاقة، بالاضافة إلى المرافق الأساسية من مطارات ومرافئ والمشاريع والبرامج الاجتماعية ومجالات التجارة والاستثمار المالي. ومن المنتظر ان يحضر شافيز ومرافقوه الجمعية الآسيوية العالمية للمنظمات غير الحكومية التي ستعقد في سيول في 15 الشهر الجاري، وقمة المجلس الاقتصادي لمنطقة المحيط الهادئ في الفيليبين. وقال شافيز قبيل مغادرته إن أهمية زيارة البلدان الآسيوية أنها "تبحث بعد خروجها من مأزق الأزمة الأخيرة التي عصفت بها عن فرص جديدة للتبادل التجاري". وسيبقى الوفد الفنزويلي ثلاثة أيام في الصين في إطار جولة ستشمل أيضاً زيارة شنغهاي علاوة على توقيع اتفاق لاستيراد مادة "أوريمولسيون" النفطية واتفاق تعاون علمي وتقني، بالاضافة إلى مناقشة الخطط التي أعلنتها الحكومة الصينية سابقاً لمضاعفة استثماراتها النفطية في فنزويلا ثلاث مرات والاستفادة من فتح هذا القطاع أمام التوظيفات الأجنبية. وسيلتقي شافيز، الذي ينوي حث محاوريه اليابانيين على الاستثمار في فنزويلا، رؤساء مجموعات "ميتسوي" و"ميتسوبيتشي" و"سوشيموتو" و"تويوتا" ورئيس "بنك اليابان للتعاون الدولي"، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في البلاد. كما سيناقش في الفيليبين امكانات تصدير مزيد من النفط والمشتقات النفطية وسبل إبرام عقود مستقبلية ثابتة بين البلدين لهذا الغرض. وقال أحد مساعدي شافيز ل"الحياة" إن زيارة ماليزيا ستكرس تفاهم شافيز مع رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد على خطة عمل موحدة على نطاق العالم الثالث، وستسمح بتوقيع اتفاق كبير لتصدير مادة "أوريمولسيون" النفطية إلى ماليزيا. بالإضافة إلى البحث في كيفية تعميق التعاون الاقتصادي والتقني بين البلدين. وتبلغ المبادلات التجارية بين فنزويلا والبلدان السبعة التي سيزورها الوفد، بالإضافة إلى هونغ كونغ، قرابة 700 مليون دولار سنوياً. اليابان وتعتبر اليابان الشريك الأساسي بينها، إذ يصل حجم المبادلات التجارية معها إلى 028.457 مليون دولار مقابل 779.215 مليون دولار لكوريا الجنوبية، تليها ماليزيا 543.11 مليون دولار ثم سنغافورة 879.8 مليون دولار ثم الفيليبين 292.3 مليون دولار وبعدها هونغ كونغ 184.1 مليون دولار. أما الصين فهي تحظى بأقل قدر من المبادلات، إذ لا يتجاوز حجم التجارة الثنائية مع فنزويلا 111.1 مليون دولار سنوياً. وينوي الرئيس شافيز مع الوفد المرافق إكمال رحلته إلى اسبانيا، حيث سيلتقي مسؤولي مصرفي "سانتانتدير" و"بيلباو" ومجموعة من المسؤولين الاقتصاديين الاسبان، على أن يحضر الرئيس الفنزويلي في باريس بعد ذلك مؤتمر اليونيسكو، ويلتقي مديري نادي باريس ومسؤولي شركة "إلف" النفطية الفرنسية.