} اعتبر اقتصاديون سعوديون وخبراء في قطاع السياحة وديبلوماسيون قرار السعودية الاخير فتح تأشيرات العمرة لمدة تسعة اشهر خلال العام، مع السماح للمعتمرين من خارج البلاد بالتنقل بين المدن، رافداً مهماً للسياحة والدخل الوطني خصوصاً مع بدء الخطوات العملية لتشكيل هيئة عليا للسياحة. اعتبرت فعاليات اقتصادية وديبلوماسية التنظيم الجديد للعمرة مهما اذا أخذ في الاعتبار وصول سبعة ملايين زائر للسعودية سنوياً ستة ملايين منهم يفدون من أجل أداء مناسك العمرة، وذلك وفقاً لمعظم التقديرات في الاعوام الأخيرة. ويدعم التنظيم دور القطاع الخاص في خدمات المعتمرين ويوفر أجواء تنافسية للخدمات المطلوبة من قبلهم في المجالات كافة، ويعيد للمدينتين المقدستين الصناعات الخفيفة التي تكاد أن تختفي بعدما اعتاد الحجاج والمعتمرين الحصول عليها كهدايا مثل المسابح والمشغولات اليدوية، والمظلات وغيرها من الصناعات التي اشتهرت بها المدينتين في الماضي. ومعلوم ان قرار التنظيم الذي صدر في 20 أيلول سبتمبر الماضي تشارك وزارتي الداخلية والحج في مراجعته على ضوء ما يرد عليه من ملاحظات واقتراحات خلال السنوات الثلاثة الأولى لتنفيذه. الى ذلك أبدت كثيراً من الدول الاسلامية ترحيبها بقرار تنظيم العمرة على مدار السنة. وقال مستشار وزير الخارجية الايراني الدكتور صباح زنكنة في اتصال مع "الحياة" أن انعكاسات القرار جيدة في الأوساط الشعبية والحكومية الايرانية الأمر الذي يتوقع معه زيادة عدد المعتمرين من الايرانيين في السنوات المقبلة بمعدلات تزيد على 50 في المئة عن الاعداد التي تؤدي العمرة حالياً في السنة الواحدة. يشار الى أن 150 ألف معتمر ايراني أدوا مناسك العمرة سنوياً في الاعوام الثلاثة الأخيرة اثر اتفاق بين الحكومتين السعودية والايرانية، مقابل الحفاظ على قرار تحديد نسب الحجاج الايرانيين. ويتوقع أن يتجاوز عدد المعتمرين الايرانيين 200 ألف فرد سنوياً للمرحلة الأولى فقط من صدور وتطبيق القرار الجديد في السعودية. وزاد زنكنة: "قوائم الراغبين في أداء مناسك العمرة كبيرة كما هي قوائم الحجاج وبالتالي القرار سيساعد في تلبية رغبات الايرانيين". وتوقع زنكنة تأسيس شركات سعودية - ايرانية لخدمات العمرة في غضون الشهر الجاري. واستبق القطاع الخاص السعودي القرار، اذ تقدم ومنذ اعوام خلت ثلاث شركات سعودية - عربية مشتركة خدمات رحلات العمرة. وتقوم أعمال هذه الشركات على مبدأ تأمين الخدمات ابتداء من مطار دولة القادمين منها وحتى مغادرة مطار الملك عبدالعزيز في مدينة جدة، شاملة الحاجات كافة مقابل مبالغ مالية لقاء الخدمات المطلوبة. ويُدخل التنظيم الجديد الى السوق نحو 24 شركة سعودية اسلامية مشتركة بعدما بدأت مفاوضات تأسيس شركات بين سعوديين وأطراف أخرى في دول العالم الاسلامي. من جهته قال رئيس اللجنة الوطنية للنقل الجوي في مجلس الغرف السعودية المدير العام ل"شركة الصرح للسياحة والسفر" مهيدب المهيدب ان قرار مجلس الوزراء بالموافقة للمعتمرين على زيارة المناطق السعودية "جاء في الوقت المناسب" و سيكون له المردود الايجابي على الاقتصاد وسيحقق زيادة مضطردة لتشغيل الفنادق في جميع الأقاليم فضلا عن اتاحة توظيف الآلاف من السعوديين الذين لا يجدون فرصة عمل حالياً سواء في القطاع العام أو الخاص، مشيراً الى انه ستكون هناك زيادة ملحوظة في مشاركة القطاع الخاص في عمليات تنمية المشاريع السياحية في جميع مناطق المملكة. وأكد ل"الحياة" ان السعودية مؤهلة من جميع النواحي لاستقبال السياح، متوقعاً ان يتوجه نحو خمسة ملايين زائر سنوياً من جميع انحاء العالم ليؤدون مناسك الحج والعمرة. واوضح ان تباين التضاريس الجغرافية في السعودية واختلاف المناخ يساعد على توفير خيارات مختلفة للزائرين، لافتاً الى وجود شواطئ مميزة على البحر الاحمر والخليج العربي لم تستغل بعد، والى ان نسبة الاستفادة من الشواطىء لا تتجاوز 10 في المئة من المتوافر. وزاد المهيدب: "عندما نقوم بعمل دراسة اقتصادية عاجلة خلال السنوات المقبلة فمن المتوقع ان يكون معدل الذين لديهم الرغبة في الاطلاع وزيارة المناطق الاثرية السعودية في حدودة خمسة ملايين زائر. ولو تم حساب معدل ما يدفعه الزائر الواحد بمبلغ 2000 ريال لأصبح هناك دخلا يقارب 10 بلايين ريال 2.7 بليون دولار سنوياً". من ناحيته قدر المدير العام ل"مجموعة الموارد" السعودية وكيل وزارة الصناعة السابق الدكتور احمد التويجري الدخل الناتج عن الاتجاه الجديد بعشرات البلايين من الريالات. واقترح فتح باب تأشيرات الزيارة السياحية لجميع الدول مع وضع الضوابط اللازمة لذلك مثل ما تفعل السفارات الاجنبية مع السياح السعوديين، فهي تطلب معلومات كاملة عن طالب التأشيرة السياحية عن طريق استمارة خاصة بذلك. وذكر ان الزائر سيحضر مع عائلته ليصرف اموالاً "غير قليلة" ستصب في الاقتصاد الوطني وستبني الفنادق اللازمة وستنتعش شركات السياحة ووكالات السفر ووسائل النقل والمطاعم والمراكز التجارية في جميع اسواق السعودية "فهم في الخارج يريدون التعرف على النهضة التنموية الهائلة التي حدثت في المملكة في فترة قياسية ويريدون التعرف على آثارنا التاريخية".