انقره - أ ف ب، أ ب - قدم رئيس الوزراء التركي المكلف ياليم أريز امس الاربعاء استقالته الى الرئيس سليمان ديميريل بعدما فشلت جهوده في تشكيل حكومة جديدة، متمنياً "حظا سعيداً" لخلفه المحتمل بولند اجاويد. وقال اريز بعد لقائه ديميريل: "قدمت استقالتي الى الرئيس الذي اشكره على الثقة التي أولاني إياها. اتمنى حظاً سعيداً لأجاويد الذي سادعم جهوده لتشكيل الحكومة المقبلة". وكان اجاويد، زعيم حزب اليسار الديموقراطي يسار قومي، حاول عبثاً الشهر الماضي تشكيل حكومة اقلية، لكنه تلقى الاثنين الماضي دعماً متاخراً من تانسو تشيلر، زعيمة حزب "الطريق القويم". وكان ديميريل كلف في 23 كانون الاول ديسمبر الماضي اريز، وزير الصناعة والتجارة والنائب المستقل، تشكيل حكومة جديدة خلفاً لمسعود يلماظ الذي اقاله البرلمان في 25 تشرين الثاني نوفمبر الماضي بتهمة "اقامة علاقات مع المافيا". وابدى اريز في الاسبوع الماضي ثقته بإمكان تقديم لائحة حكومته في موعد اقصاه امس الاربعاء. لكن تشيلر خلطت الاوراق عندما اعلنت رفضها دعمه بعدما كانت رفضت من قبل دعم أجاويد، الذي في استطاعته تشكيل الحكومة اذا حافظت تشيلر على وعدها بدعمه، لكن المراقبين يستبعدون ذلك، اذ من غير المنتظر ان يستعين اجاويد بحزب "الفضيلة" وهو اكبر الاحزاب في البرلمان، فقد رفض عندما كلف في المرة السابقة مجرد التحدث الى زعيم "الفضيلة"، انطلاقاً من قناعاته الخاصة وخضوعاً لارادة الجيش الذي اصدر هذا الاسبوع بيانين طالب فيهما الاحزاب التركية بالعمل فوراً على تشكيل حكومة تستطيع محاربة الاسلاميين. واخذت تشيلر على الجيش تدخله في السياسة واصدار بيانات، على رغم انها، على حدّ تعبيرها تلتقي سياسياً مع طروحات المؤسسة العسكرية وهي الحاكم الفعلي في تركيا.