كلف الرئيس التركي سليمان ديميريل وزير الصناعة والتجارة في الحكومة المستقيلة ياليم اريز تشكيل حكومة جديدة غداة فشل الزعيم اليساري بولنت اجاويد في هذه المهمة. وبعد لقائه مع ديميريل أمس، قال اريز، وهو النائب الوحيد المستقل في الحكومة المستقيلة انه سيحاول "ايجاد اجماع" بين الاحزاب العلمانية على دعم حكومة ائتلافية تدير شؤون البلاد الى حين اجراء انتخابات. وسيكون اريز 54 عاماً أول رئيس للوزراء من أصل كردي في حال نجح في مهمة تشكيل الحكومة التي باتت شبه مستحيلة في ظل رغبة الجيش في استبعاد حزب "الفضيلة" صاحب الكتلة الأكبر في البرلمان، عن الحكومة وعجز القوى العلمانية عن تجاوز خلافاتها. وتتمثل المشكلة الكبرى أمام العلمانيين في رفض تانسو تشيلر زعيمة حزب "الطريق القويم" الذي يشكل القوة الثانية في البرلمان، الدخول في اي تحالف حكومي مع مسعود يلماز الذي سقطت الحكومة التي كان يرأسها بسبب علاقته بالمافيا. وكان اريز عضواً في الحكومة التي حجب البرلمان الثقة عنها في 25 الشهر الماضي بسبب "العلاقات السرية" بين يلماز والمافيا. وجاء تعيينه مكافأة له من جانب الجيش على وقوفه ضد تشيلر عندما تحالفت مع حزب "الرفاه" الاسلامي واستقالته من حزبها في ربيع 1997. كما جاء التعيين بعد عزوف الزعيم اليساري بولنت اجاويد عن تشكيل حكومة جديدة بسبب المصاعب المذكورة. كما لعب اريز دورا مهما في تشكيل حكومة يلماز في حزيران يونيو 1997. وتوقعت مصادر مطلعة في انقرة، أمس، ان يعمد ديميريل، في حال الفشل في تشكيل حكومة تؤمن دعماً حزبياً كافياً في البرلمان، إلى استخدام صلاحياته في تكليف اريز رئاسة حكومة انتقالية مهمتها تسيير دفة البلاد الى حين اجراء انتخابات في نيسان ابريل المقبل. وكان اريز طالب قبل سقوط الائتلاف الحكومي الشهر الماضي بمنصب رئيس الوزراء قائلا انه اذا كانت تركيا "تأمل في التخلص من الازمة الاقتصادية ومواصلة حربها على اوساط المافيا وترغب في السلم الاجتماعي فهي بحاجة الى رئيس وزراء قوي مثلي". وكان اريز أ ف ب، وهو رجل اعمال سابق مولود في فان شرق عام 1944، تولى رئاسة اتحاد غرف التجارة البالغة النفوذ قبل ان يدخل معترك الحياة السياسية. وانتخب نائباً عن منطقة موغلا جنوب غربي في 1995 على لائحة حزب "الطريق القويم".