صعدت إدارة الرئيس بيل كلينتون حملتها الاعلامية ضد نظام الرئيس العراقي صدام حسين واعتبرت ان التحركات العراقية العسكرية الأخيرة تعكس شعور النظام بالاحباط والفشل، كما ان حملات بغداد على عدد من الدول العربية تظهر مدى عزلتها. وكشفت واشنطن للمرة الأولى بشكل رسمي عن ممارسات النظام ضد السكان في جنوبالعراق وتحدثت عن مقتل مئات الاشخاص في عمليات قادها في تشرين الثاني نوفمبر الماضي ابن الرئيس العراقي قصي صدام حسين. وقالت ان هذه المعلومات مستقاة من المعارضة العراقية وان الادارة تعتبرها صادقة خصوصاً انها موثقة بصور وأشرطة فيديو. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن ان الممارسات العراقية في الأيام القليلة الماضية ناتجة عن الشعور بالإحباط وبأن حملات على الدول العربية تظهر مدى عزلة النظام العراقي. واضاف "ان تصرفات العراقيين تبرهن على ان عملية "ثعلب الصحراء" قد ألحقت الأضرار الكبيرة بهم". وسخر روبن من التصرفات العراقية قائلاً انه ما يقومون به سيؤدي الى تدمير بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات التي استعملوها. وقال: "نعتقد ان التصرفات العراقية ليست سوى أعمال نابعة عن الشعور بالإحباط من جانب نظام غير قادر على تحقيق أهدافه" لإحداث تغييرات في موقف المجموعة الدولية تجاه العراق. ولاحظ ان العراق "معزول ولا توجد أي دولة تدافع عنه ولا توجد أي دولة في مجلس الأمن تطرح تغيير نظام العقوبات" الدولية. وكرر ان الولاياتالمتحدة تحتفظ بحق استعمال القوة العسكرية "إذا اعتقدنا انه الرئيس العراقي يعمل على إعادة بناء أسلحة الدمار الشامل". واعترف بأن هذه ليست "الطريقة الفضلى لنزع سلاح العراق، لكنها تبقى طريقة اذا لم يتعاون العراق مع اللجنة الخاصة أونسكوم"، معرباً عن اعتقاده بأن بغداد لا تريد التعاون مع "أونسكوم". وتحدث روبن عن تقارير عدة تصل الى الادارة اسبوعياً عن اضطهادات جديدة يقوم بها النظام العراقي ضد السكان الأكراد في الشمال والسكان الشيعة في الجنوب، وقال ان عمليات الاضطهاد في الجنوب بلغت حدها الأقصى خلال تشرين الثاني نوفمبر الماضي الأمر الذي أدى الى مقتل المئات في عملية "أدارها قصي حسين شخصياً". وأضاف ان التقارير تحدثت خلال الأسابيع الستة الماضية عن حملات اعتقال جماعية في كل منطقة حظر التحليق الجوي في الجنوب وفي مناطق الشيعة حول بغداد. وتحدثت التقارير عن مئات الاعدامات الاعتباطية في سجني المرة والرضوانية. وتابع ان الاعمال العسكرية ضد الشيعة "تشكل جزءاً مستمراً واساسياً لعملية الاضطهاد هذه". وزاد ان مصادر المعارضة الشيعية تحدث عن تدمير سبع قرى واقعة على حافة الأهوار أو تحويلها الى مواقع عسكرية متقدمة. وقال ان السلطات اقفلت قنوات الري واحرقت الأشجار أو قطعتها. وأشار الى احتجاز قوات النظام نحو ألفي مدني كرهائن ارسلوا جميعاً الى بغداد. واكد ان هذه التصرفات العراقية كانت من الأسباب وراء تبني مجلس الأمن قراره الرقم 688 الذي تم على أساسه انشاء منطقة الحظر الجوي في الشمال والجنوب. واعترف روبن، بأن التعهدات الاميركية التي قدمتها الادارة الاميركية الى الاكراد في الشمال بحمايتهم غير ملحوظة بالنسبة الى السكان في الجنوب، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام إمكان تعديل الوضع في المستقبل. وقال: "لم ندلِ بتصريحات حول الجنوب مثلما فعلنا بالنسبة الى الشمال. ولكنني لن اسقط اي اعمال قد تقوم بها الولاياتالمتحدة في المستقبل في ضوء أوضاع مستجدة". وأضاف: "في الشمال أعلنا بوضوح انه إذا تحرك صدام حسين الى الشمال فسنكون مستعدين للرد. وفي ما يتعلق بالجنوب كل ما استطيع أن أقوله هو اننا لا نسقط ذلك" من الحساب.