مقديشو، القاهرة، "الحياة" - أ ف ب - اعلنت الادارة المشتركة لمقديشو منع التجول ليلاً في العاصمة ابتداء من مساء الغد لتعزيز الامن، فيما نقلت صحيفة "كسوغوغال" نقلاً عن مصادر طبية امس ان 28 شخصاً على الاقل قتلوا وأصيب عشرة آخرون من جراء انفجار صاروخ مضاد للدبابات اطلقه مقاتلو "جيش الرحنوين للمقاومة" الاحد على باص قرب مدينة بيداوه. واوضحت الصحيفة ان الباص كان ينقل مدنيين من العاصمة مقديشو الى بيداوه وسط جنوب البلاد عندما حصل الهجوم. ونقل الجرحى والقتلى الى مستشفى بيداوه المركزي، وقالت احدى الممرضات ان اثنين من الجرحى فارقا الحياة ليلاً في حين ما يزال الباقون في حال الخطر. واكد الناطق باسم "جيش الرحنوين للمقاومة" محمد عدن قلينلي الهجوم على الباص الذي قال انه كان ينتهك بانتظام الحظر المفروض على الباصات التي لا تحمل اذناً من قيادة الميليشيا لعبور هذا الطريق. وتشهد بيداوه التي تقع على بعد 250 كلم شمال غربي مقديشو اشتباكات بين ميليشيا "التحالف الوطني الصومالي" بزعامة محمد حسين عيديد و"جيش الرحنوين" منذ 1995. وتسيطر على المدينة منذ ثلاث سنوات قوات عيديد لكنها تتعرض باستمرار لهجمات ميليشيا "الرحنوين" التي تخشى ارسال تعزيزات معادية لذلك "منعت" حركة السير منذ منتصف تشرين الثاني نوفمبر الماضي على طريق بيداوه - مقديشو. ويطبق هذا المنع ايضاً على سيارات الوكالات الانسانية التي تكافح المجاعة في المناطق التي يقطنها الرحنوين، وهم فرع من قبيلة دارود احدى القبائل الرئيسية في الصومال. وعلى صعيد المصالحة الوطنية، لم يتفق القادة الصوماليون خلال لقاءاتهم في القاهرة ومن قبلها طرابلس على تحديد موعد لعقد المؤتمر الذي كان مقرراً في مدينة بيدواه. وأبلغ عيديد الجامعة العربية بتأجيل عقد مؤتمر المصالحة الذي أقر في اتفاق القاهرة نهاية العام 1997 الى موعد جديد لم يحدده. لكنه قال: "سنفتتح المطار والميناء في مقديشيو في نهاية الشهر الجاري". وتابع: "أبلغت الأمين العام المساعد للشؤون العربية في الجامعة السفير أحمد بن حلي نجاحنا في تشكيل قوة الشرطة التي تضم 3 آلاف شرطي ونتائج زيارتي الى السعودية وليبيا". وتعهد عيديد في تصريح الى "الحياة" الالتزام بتنفيذ اتفاق القاهرة، وعبر عن استعداده لفتح حوار مع كل من رفض التوقيع عليه. وعن لقائه وزير الخارجية المصري عمرو موسى، قال: "اتفقنا على عقد حوار تحت رعايته للفصائل التي رفضت التوقيع على اتفاق القاهرة بمشاركة ممثليها من اثيوبيا والجامعة ودول الايفاد".الى ذلك اعلن احد رئيسي الادارة المشتركة في مقديشو امس ان منع التجول سيطبّق اعتباراً من مساء الغد في العاصمة الصومالية لتعزيز الامن. وجاء في مرسوم وقعه علي مهدي الذي يسيطر على شمال مقديشو ان "الشرطة ستستخدم القوة لمكافحة اللصوص والعناصر المخلّة بالامن". وسيفرض منع التجول من العاشرة ليلاً وحتى السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي. وستحكم السلطة المشتركة بالسجن لمدة ثلاثة اشهر على أي صومالي يعتقل في الشارع اثناء حظر التجول ويشتبه في انه ضالع في نشاطات قد "تمسّ السلام في مقديشو" وسيحكم بالسجن 10 أشهر على كل شخص بحوزته سلاح او يكون ضالعاً في اعمال عنف وستصادر الاسلحة. وتواجه قوة الشرطة الصومالية الجديدة المنتشرة في العاصمة بعد بضعة ايام فقط من بدء مهماتها، مشاكل خطيرة تحمل على الشك في فاعليتها. وكانت الادارة المشتركة للعاصمة الصومالية التي أسسها في 3 آب اغسطس الماضي بضعة زعماء حرب محليين، نشرت هذه القوة في مقديشو في 29 كانون الاول ديسمبر الماضي. وهي تتألف من الفي عنصر وتستخدم 76 آلية مدرعة. وكان سكان مقديشو يأملون في ان يتمكن عناصر هذه الشرطة من وقف الفوضى التي تسود العاصمة منذ خلع الديكتاتور محمد سياد بري في كانون الثاني يناير 1991، خصوصاً ازالة الحواجز التي تقيمها في كبرى الشوارع عصابات النهب والميليشيات. المتعددة التي تتقاسم المدينة. لكن آمالهم باءت بالفشل. إذ اطلق اربعة مسلحين بعد وقت قصير من اعتقال الشرطة لهم بسبب اقامتهم حاجز في منطقة مدينة جنوب مقديشو الاحد، بعدما ضبط حلفاؤهم سيارة تخص مستشاراً لأحد زعماء الحرب شارك في تأسيس الادارة المشتركة للعاصمة. وقال رجل الاعمال احمد حسن عبدالرحمن ان الرجال الاربعة استعادوا اسلحتهم ايضاً بأمر مباشر من قائد الشرطة الكولونيل عبدي حسن عوالي. واضاف: "هذا يعني انهم سيستمرون في تشكيل خطر امني كبير اذا هددت مجموعة ما مصالحهم". ورفض الكولونيل اوالي هذه الاتهامات، مؤكداً ان الشرطة لم تبدأ مهماتها بشكل كامل. واضاف: "ما زلنا ننتظر الاوامر من حاكم مقديشو حسين علي احمد الذي سيعود اليوم امس من الخارج"