سجلت مبيعات التجزئة في السوق السعودية خلال شهر رمضان الماضي تراجعاً هو الاسوأ من نوعه في الاعوام القليلة الماضية، على رغم الخفوضات التي قدمتها المحلات التجارية وبرامج المسابقات التي طرحتها المراكز التجارية الكبيرة والهدايا من السيارات الى الكماليات والتي استهدفت استقطاب المستهلك وتنمية حجم المبيعات. وصاحب التراجع في مبيعات شهر رمضان، الذي يعد شهر التبضع لدى السعوديين، ارتفاع جنوني في الأسعار قياساً بمستوياتها في الفترة نفسها من الاعوام الماضية. وعلى رغم اقبال السعوديين على الشراء وارتيادهم الاسواق في رمضان اكثر من غيره من أشهر السنة، الا ان تجاراً وبائعين التقتهم "الحياة" قالوا ان الزيادة في حجم المبيعات خلال شهر رمضان الاخير بالمقارنة مع الاشهر الاخرى من السنة لم تتجاوز 40 في المئة، علماً ان الزيادة كانت تصل قبل اعوام قليلة الى نحو 200 في المئة. واشار التجار الى ان حجم البضائع الجديدة التي دخلت السوق السعودية في رمضان، سواء من الملبوسات او الاحذية أو الهدايا، لم يتجاوز 35 في المئة حجم البضائع الجديدة التي كانت تدخل السوق في الاعوام الماضية. وقال آخرون إن مبيعات الاسواق الشعبية الصغيرة التي تبيع البضائع المتوافرة في المراكز التجارية كانت مخيبة، على رغم تدني أسعار السلع التي تبيعها هذه الاسواق بالمقارنة مع المراكز التجارية الكبيرة. واضطرت هذه الاسواق الى خفض الاسعار في الليالي الثلاث التي سبقت العيد، ومع ذلك باءت محاولات زيادة المداخيل والارباح بالفشل. ويتوافر في السوق السعودية اصناف مختلفة الجودة والاسعار من البضائع. وتحتل العلامات التجارية العالمية الاكثر شهرة مكانة متميزة لدى القادرين والشباب من الجنسين الذين يتنافسون على اقتناء كل ماهو غال خصوصاً الملابس، علماً ان هذه الظاهرة بدأت تنحسر تدرجاً في العامين الماضيين بحكم الظروف الاقتصادية غير المواتية للاباء والتي انعكست بدورها على الابناء وان ظل حجم الانفاق مرتفعاً قياساً بحجم متوسط الدخول التي تدنت الى درجة كبيرة بالمقارنة مع اوائل الثمانينات والتي قدر فيها دخل الفرد باكثر من سبعة الاف دولار سنوياً. وذكرت دراسة نشرتها وكالة الانباء السعودية اخيراً ان 57 في المئة من السعوديات و18 في المئة من السعوديين يفضلون التسوق في المراكز والتجمعات التجارية المشتملة على الخدمات المتكاملة وفي مقدمها ملاعب الاطفال والمطاعم. ويقدر حجم سوق الملابس الجاهزة في السعودية بثمانية بلايين ريال سنوياً، ويوجد في جدة 220 مركزاً ونحو 22 الف محل تجاري منتشرة في ارجاء المدينة. وشهدت مبيعات الشكولاته تغييرات جذرية في الأيام الأخيرة من رمضان، إذ أدى غياب انواعها الاوروبية من السوق في الايام التي سبقت العيد الى ظهور نوعيات اسيوية بديلة عرضت باسعار تنافسية مع الانواع التي اعتاد عليها السعوديون لمناسبة العيد. وتزيد مبيعات السوق السعودية من الشكولاتة، حسب بعض التقديرات، على 250 طناً سنوياً تصل قيمتها الى 55 مليون ريال، وهي مرشحة للزيادة في الاعوام المقبلة على رغم ارتفاع الرسوم الجمركية عليها في الفترة الاخيرة بنسبة 20 في المئة الى اربعة ريالات للكيلو الواحد. وتشهد مبيعات الاحذية اقبالاً شديداً خلال شهر رمضان تحضيراً للعيد. ويبلغ حجم سوق الاحذية في السعودية 1.5 بليون ريال سنوياً تشمل الاحذية المستوردة والمنتجة محلياً. ويوجد في السعودية 20 مصنعاً لصناعة الاحذية اغلبها وفق الرؤية المحلية مع بعض التقنيات المطورة. وقال وكيل سعودي لشركة احذية عالمية ل "الحياة" ان عمليات الاستيراد تقلصت بصورة كبيرة اخيراً. وقال اقتصادي سعودي: "لماذا نسمية تراجعاً ولماذا لانسمية وعي اقتصادي للمستهلك الذي اصبح يشتري حاجاته فقط تماشياً مع ظروفة الاقتصادية قبل غيرها ونحن لسنا الاوائل... بريطانيا والدول الاوربية تعاني من تدهور مبيعات التجزئة".